يومٌ من الأعنف في الجنوب سجَّلت وقائعُه تصعيدًا إضافيًا، وضعه حزب الله في إطار الرد على إغتيال أحد قادته “أبو طالب”، فيما على مقلب العدو الإسرائيلي كانت وتيرة الاعتداءات تتصاعد بالتزامن مع رفع لهجة التهديدات.
ردّ حزب الله الذي استخدم فيه أعداداً كبيرة من الصواريخ والمسيّرات، وأشعل حرائق عدة في الجليل والجولان المحتل، وشمل رده هذه المرة مواقع عسكرية جديدة لم يستهدفها من قبل”.
وفي سياق التطورات العسكرية توقعت مصادر أمنية أن “تكون الأمور بدأت تنزلق نحو الأسوأ ونحو خروج المواجهات عن إطارها التقليدي أو ما يسمى قواعد الاشتباك”. وبحسب هذه المصادر “إذا ما تبين أن ما يتردد عن موقف أميركي بمنح نتنياهو حق “تأديب حزب الله”، هو صحيح، فإن ذلك يعني “كرت بلانش” لاستمرار العدوان على الجنوب حتى لو تم تطبيق وقف إطلاق النار في غزة”.
واعتبرت المصادر أنه “في حال إقدام إسرائيل على مغامرة من هذا النوع، فإن ذلك سيؤدي الى غرق اسرائيل مرة جديدة في الرمال المتحركة اللبنانية لأنها على ما يبدو لم تتعلم شيئا من دروس الماضي”.
في المقابل استبعد النائب أحمد رستم في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن تنزلق الأمور نحو الأسوأ، معتبراً أن “الحديث عن توسيع الحرب في الجنوب بأنه من باب التهويل على لبنان”، وقال: “منذ ثمانية أشهر واسرائيل تهدد لبنان بتوسيع الحرب، ولو كانت قادرة كما تدّعي لما انتظرت كل هذه المدة، وبالأخص بعد أن فقدت هيبتها أمام الرأي العام الدولي”.
وفي الشأن السياسي المحلي، أشار رستم إلى أن “كل المبادرات تراوح مكانها بما فيها مبادرة تكتل الاعتدال الوطني، إذ من المؤسف أنه كلما تقدمنا خطوة إلى الأمام يأتي من يعيدنا عشرات الأميال الى الوراء”، مستبعداً حلحلة في الملف الرئاسي، “إذ من المستحيل انتخاب رئيس للجمهورية من دون مسعى خارجي”.
ومع مراوحة الواقع المحلي، تبقى العين على الوضع الأمني في الجنوب وانعكاساته على غير صعيد، وهو ما يجب أن يشكل الهاجس الحقيقي في ظل ما يعيشه البلد من أزمات، والدافع للتصدي لكل الاستحقاقات بروحية مختلفة عن التعطيل الحاصل في كل مجال.