2024- 06 - 18   |   بحث في الموقع  
logo صفقة المقاتلات الاميركية لاسرائيل تتقدم..وانخفاض صادرات الأسلحة البريطانية logo لبيد وساعر وليبرمان:حكومة نتنياهو مختلة وكارثية logo بالفيديو: اسرائيل تعلن القضاء على عناصر من حماس logo إعلام إسرائيلي يتحدث عن "صدام عاجل" بين نتنياهو وقادة الجيش! logo "خطيرٌ جداً"... إسرائيل تعلّق على فيديو حزب الله logo بلا بصمة حرارية أو صوتية... تعرّفوا على "هدهد 3"! logo الجبهة الجنوبية "تشتعل"... ووتيرة الإستهدافات والإغتيالات إلى ارتفاع! logo "ما بعد حيفا"... نائب حزب الله عن "الهدهد": ما خُفي أعظم
لماذا عمّم "حزب الله" سردية "كربلاء"..بعد اغتيال "أبو طالب"؟
2024-06-14 00:56:09

سرديتان تواجهتا عبر وسائل الاعلام على مدى 48 ساعة، تبحثان في تداعيات اغتيال الاحتلال الاسرائيلي للقيادي بـ"حزب الله" طالب سامي عبد الله (الملقب بـ"الحاج أبو طالب")، في غارة جوية ليل الثلاثاء. تصف الأولى الاغتيال بأنه "الأقسى"، بينما يرد عليها أنصار الحزب بمقطع فيديو مأخوذ من خطاب لأمين عام الحزب، يقول فيه: "في كربلا الكل استشهد".
تتصادم السرديتان دعائياً. تسعى الأولى لإظهار "انتكاسة عسكرية وأمنية" للحزب، تقوم على فشل أمني لدى الحزب في مقابل التكنولوجيا الاسرائيلية، وعلى تداعيات عسكرية لهذا الاغتيال طالما أن "القيادي كبير"، وله مهام عسكرية بارزة في الميدان الجنوبي القائم، ويُضاف الى سلسلة الشخصيات التي تم اغتيالها منذ بدء الحرب، وقبلها في الأزمة السورية.
أما السردية الثانية، فتسعى إلى إخراج الحدث من تداعياته العسكرية المتوقعة، بالقول إن المسيرة "هي مسيرة شهداء"، وأنه "ينضم الى آخرين"، مرة بتداول صوره مع القيادي البارز الآخر الذي اغتالته اسرائيل قبل أشهر، وهو وسام طويل، ومرة بنشر صوره الى جانب الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتحدة في العراق قبل أربع سنوات.. أما في السياق الأمني، فإن مقطع الفيديو الذي يتضمن عبارة "بكربلا الكل استشهد"، فتحاول عزل تأثير الاغتيالات عن سياقها المباشر.
والسردية الاخيرة، لم تستقر على الخطاب نفسه الذي جاء على لسان رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين بقوله: "جوابنا القطعي والحتمي بعد هذه الدماء الزاكية أننا سنزيد من عملياتنا شدّة وبأساً وكماً ونوعاً، وسيرى العدو من هم أخوة وأبناء أبي طالب"، وتابع: "سنريهم أن الشهادة هي الطريق الاسرع لبلوغ غاية المنى والكمال".
وتظهر أي قراءة محايدة في سيرة القائد الميداني "أبو طالب"، أن اغتياله من أقسى الضربات التي توجهها إسرائيل للحزب بعد اغتيال وسام طويل في وقت سابق، ومن الواضح أن الموقع الذي كان يشغله، يتمتع بأهمية... لكن بعيداً من قراءة الميدان وما يُرتقب من تطورات على جبهاته، لا بد من قراءة الحدث وتداعياته الواقعية داخل جسم "حزب الله" وخارجه على مستوى بيئته وجمهوره.
وبمعزل عن السرديتين المتقابلتين، يُشكّل الاستهداف، عُرفاً، ضربة معنوية لا يستهان بها، وهو ما يمثّل الهدف الرئيسي لإسرائيل من خلال الرسائل الأمنية التي توجّهها للحزب باّنّها على معرفة بأماكن تواجد قادتها المركزيين، وأن يدها قادرة على الوصول إليهم. قد تكون هذه الرسائل جزءاً من مادة للتسويق الإعلامي والتوظيف السياسي في الداخل الإسرائيلي خصوصاً في ظل الأزمة الحكومية المستمرة منذ عملية طوفان الأقصى، ولو أنها عملياتياً، تدرك جيداً أن مثل هذه العمليات لا تشكّل ضراراً على البنية العسكرية ومقدرات الحزب، بالنظر الى انه حزب مؤسساتي، ويتمتع بهيكلية، وأن قياداته غير محصورة في شخصية واحدة يمكن أن تتداعى بغيابها، وأن الحزب يختلف بهيكليته بعد 40 عاماً على تأسيسه، عن هيكلية تنظيمات أخرى غير حكومية منتشرة حول العالم.
لكن ذلك لا ينفي التأثير على مستوى الحزب وقاعدته الشعبية، وهو ما يحاول الحزب تبديده منذ اللحظة الاولى، وذلك بإعادة التذكير بأن "حزب الله" يقوم على فكرة عقائدية تعتبر المشاركة في الميادين جهاداً، والموت إستشهاداً. وهذا ما عكسته التصريحات التي رافقت نعي "أبو طالب"، وتدرجت من المناصرين الى ممثلي الحزب في البرلمان وقياداته السياسية.
والتعبئة بهذا الجانب، خصوصاً لجهة ربط الحدث بكربلاء، تدفع سياسة تصفية القيادات التي تنتهجها إسرائيل، لأن ترتد إيجابياً على الحزب وقاعدته على المدى الطويل بمعزل عن البعد المعنوي الذي تنتهي مفاعيله بعد فترة جيزة.
إسرائيل التي تتابع حزب الله منذ نشأته، وتوظّف كل أجهزتها الإستخباراتية لمعرفة عقله ومجتمعه، حتماً تعلم مسبقاً بتداعيات هذه العمليات ونتائجها غير المجدية. إلا أن الغايات والأهداف في مكان آخر.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top