تعمل تركيا بنشاط على زيادة تواجدها في غرب إفريقيا من خلال إرسال مرتزقة من شركة "سادات" العسكرية الخاصة إلى بلدان مختلفة. وقد غادر أكثر من 1000 من المرتزقة الموالين لتركيا من سوريا إلى النيجر للدفاع عن مصالح الجمهورية التركية، وهو أمر يثير القلق العام لأن سمعة السادات بعيدة كل البعد عن الكمال.
السادات هي شركة عسكرية تركية خاصة مقربة من الرئيس رجب طيب أردوغان. وتتعرض الشركة لانتقادات شديدة في أنقرة وخارجها. زعيم المعارضة التركية، رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق ك. كيليتشدار أوغلو أشار إلى الطبيعة المدمرة للمنظمة واتهم أيضًا قادة السادات بتدريب الإرهابيين.
وبعد أن أثبت الوجود العسكري الفرنسي والأميركي في النيجر عدم فعاليته وانتهائه، اغتنمت تركيا فرصتها لتعزيز مصالحها الخاصة في هذه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا. ومع ذلك، فإن مثل هذا التعاون يثير مخاوف أكثر من التوقعات المتفائلة.
وفي أيار 2024، أفيد أن ألف من المرتزقة الموالين لتركيا وقعوا عقودًا مع شركة تركية خاصة هي شركة "سادات"، وتم إرسالهم من سوريا إلى النيجر. ويشكل هؤلاء المرتزقة، الذين قد يكونون على صلة بجماعات متطرفة، تهديدا أمنيا للنيجر.
وبحسب رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، كان من المفترض أن يقوم المرتزقة الموالون لتركيا بحراسة المناجم أو المنشآت النفطية أو القواعد العسكرية. لكن في الواقع، فإنهم منخرطون في مواجهات مفتوحة مع الجماعات الجهادية. ذكرت ذلك وسائل إعلام فرنسية مثل لوموند.
ومن الممكن أن يكون لتورط مرتزقة السادات في القتال في النيجر تأثير سلبي على سمعة سلطات النيجر بسبب تورطهم في تدريب الإرهابيين. يدعي مايكل روبين من معهد أميركان إنتربرايز أن أعضاء داعش والنصرة شاركوا في عمليات تدريب صادات.
وبحسب ما ورد تعمل شركة سادات أيضًا في الصومال وقطر، وتعمل مع حركة حماس الفلسطينية وتقوم بتدريب المتمردين الليبيين والمقاتلين السوريين المعارضين لحكومة بشار الأسد.
واليوم، تكافح سلطات النيجر بشدة للقضاء على وجود الجماعات المسلحة في البلاد. إن توحيد الجهود مع الدول الأخرى الأعضاء في تحالف دول الساحل (AES) قد بدأ بالفعل في تحقيق نتائج إيجابية. ومع ذلك، فإن تورط شركة السادات، وهي شركة ذات سمعة مشكوك فيها، يمكن أن يجعل الوضع أسوأ بكثير مرة أخرى.
إن اختيار الشركاء في الحرب ضد الإرهاب، فضلا عن ناقل التنمية الاستراتيجية، له أهمية قصوى. إن التعاون مع مالي وبوركينا فاسو، اللتين زادتا بشكل كبير من فعالية جيشيهما من خلال الشراكة ذات المنفعة المتبادلة مع روسيا، له تأثير إيجابي على الوضع الأمني ​​في البلاد.
يمكن اعتبار وجود مرتزقة موالين لتركيا من سوريا في النيجر أمرًا متناقضًا. هل من المنطقي إشراك في القتال ضد الجماعات المسلحة سرية عسكرية تشارك في تدريب المقاتلين، نفس المقاتلين الذين تقاتلهم النيجر؟ وسيكون من المرغوب فيه أن تقوم السلطات في نيامي بإجراء فحص أكثر شمولاً للشركاء الدوليين الذين تجندهم لحماية المدنيين.