كلّ التحديات المحيطة بلبنان، عسكريا وأمنياً ووجودياً ومالياً وسياسياً، تفرض عدم التسليم بالفراغ، ولا بأيّ منطق يتمترس وراءه أي فريق، فهذا الحجم من المخاطر، يقتضي من الجميع التنازل، وتخفيض السقوف، والأهم التواضع أمام لبنان وشعبه ومصلحته العليا.
وانطلاقاً من هذا السياق، كان استكمال المساعي الرئاسية في جولة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل هذا الأسبوع، والتي أدت إلى تأكيد المخرج الوحيد للأزمة، والمتمثل إما بالتشاور لتحقيق التوافق، وإلا الذهاب إلى جلساتٍ انتخابية بدورات محددة، كما عرض باسيل في مؤتمره الصحافي عصر اليوم الخميس.
رئيس "التيار" أوضح واقع المسار الذي وصلت إليه المساعي، مؤكداً استمرارهاً بعد عيد الأضحى، بما يؤكد عدم التسليم بواقع الفراغ، والذي سيوصل إلى مواجهة شاملة كما شدَّد باسيل، في حال التعنت وعدم القبول بما تم التوصل إليه لجهة تفعيل التشاور ولكن بمهلة زمنية محددة، وهدف محصور هو الإنتخابات.
ففي نتيجة اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد باسيل الإتفاق معه على مسار التشاور الذي يؤدي إما إلى توافق أو إلى انتخابات. وعن الضمانات لإنجاح الحوار، حدد رئيس "التيار" سلسلة من الركائز لها،
وتتمثل بأن الذين يحضرون الحوار يلتزمون بعدم مقاطعة الجلسات، بأن تكون فترة التشاور محدودة وبانتهائها من دون نتيجة توافق، يكون هناك التزام بالذهاب الى جلسات انتخاب. وفي الضمانات أيضاً تجديد جلسات الانتخاب بأن تكون متتالية على 3 ايّام وفي كل جلسة هناك 4 دورات متتالية، ما يعني ان النجاح يكون ب 86 في اوّل دورة و 65 في الدروات الثلاث اللاحقة.
وأشار باسيل في هذا الإطار إلى طلبه إضافة نقطة إضافية لجهة الذهاب فوراً الى جلسة تشاور جديدة محصورة زمنياً بين يوم وثلاثة ايّام ويحصر فيها المرشحون باثنين على قواعد محدّدة في حال لم تؤد الجلسات الأساسية إلى انتخابات.
وإذ لفت باسيل إلى أن النائب محمد رعد اكد كلام السيد حسن نصرالله لناحية فصل الرئاسة عن احداث غزة والجنوب والتشديد على الاستعداد للتشاور، أكَّد الإستمرار بالمساعي حتى في مرحلة الاعياد بتشاور إفرادي، وأشار الى انتظار اجوبة حول المشاركة ونقاشات اضافية في وضع البلد، وإلى الحاجة للعمل على توسيع دائرة التوافق. لكن مواقف باسيل التي عرضت الإيجابيات، انتهت إلى التشديد على إطلاق مسار للمواجهة في حال عدم النجاح في التشاور والإستمرار في منطق الفرض والتعنت، مؤكداً عدم التسليم بالأمر الواقع، والمواجهة بكل الأشكال الممكنة في سبيل إنهاء الفراغ، والحفاظ على موقع رئاسة الجمهورية.