2024- 06 - 19   |   بحث في الموقع  
logo مقدمات نشرات الاخبار logo المجلس السوري-البريطاني:اتحاد طلبة سوريا ارتكب جرائم حرب..ضد الطلاب الثائرين logo إسرائيل:معبر رفح لم يعد صالحاً للاستخدام..بعد حرقه وجرفه logo هوكشتاين: محاولات تسوية الوضع عند الحدود باءت بالفشل logo معارضو قانون التجنيد بازدياد..ونتنياهو:لا وقت للسياسات التافهة والخطرة logo "القيادة الأميركية" تعلن اغتيال قيادي داعشي في سوريا! logo طلال أبو غزالة يتنبأ بحرب ستهز العالم ويكشف لأول مرة سر ثروته ونجاحه: فرصة للشباب بمليارات الدولارات logo 3 طلبات لِحنكش من لجنة الإقتصاد!
تحالفٌ عربي إسرائيلي... والانتخابات الأميركية على الأبواب!
2024-06-13 08:55:41

حين يقرر الناخب الأميركي لمن سيصوت في الانتخابات الرئاسية، فإنه نادرا ما يأخذ في الاعتبار السياسة الخارجية لبلاده، خاصة في الشرق الأوسط الملتهب. لكن السؤال المطروح حياليا: هل سيفرض الشرق الأوسط نفسه على معادلة انتخاب الرئيس الأميركي هذه المرة؟
إن طرح هذا السؤال في انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 بات منطقيا، لأن ساحات الجامعات الأميركية شهدت أحداثا تشير إلى أن قسما كبيرا من الناخبين الأميركيين تأثروا بالحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة، والتي أوقعت أكثر من 36 ألف قتيل فلسطيني، غالبيتهم نساء وأطفال، بعد أن نفذت حركة حماس هجوما على إسرائيل، في السابع من تشرين الاول 2023، أودى بحياة نحو 1200 شخص غالبيتهم مدنيون.
ورغم أن إسرائيل وإيران اصطدمتا مباشرة، في وقت تعرضت فيه المصالح الأميركية لضربات من جماعات مسلحة متضامنة مع الفلسطينين في المنطقة، لا يزال بعض الخبراء يعتقدون أن الناخب الأميركي لن يقرر على أساس تأثير الملفات الخارجية.
يقول إيان ليسر، الخبير في السياسة الخارجية الأميركية والشؤون الأمنية في الشرق الأوسط، إنه "في أغلب الظن، لن تكون سياسة الولايات المتحدة في التعامل مع الأزمة الجارية في غزة والاحتكاكات المتصاعدة مع إيران على رأس أجندة الناخبين الأميركيين في تشرين الثاني".
لكنه يعتقد، في مقال، أن "الحسابات التقليدية في ما يتصل بالدور الذي تلعبه السياسة الخارجية من الممكن أن تخضع للاختبار في الحملة الحالية" لانتخابات الرئاسة 2024.
ويبرر ليسر الأمر بأنه "حتى في بيئة سياسية شديدة الاستقطاب (في أميركا)، يظل دعم إسرائيل بمثابة مبدأ إيماني بالنسبة لأغلب الناخبين الأميركيين. وهذا هو الحال حرفيا في جزء كبير من المجتمع اليهودي، والأهم من ذلك، بين المسيحيين الإنجيليين".
ويرجح ليسر أن تستمر سياسة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في التمتع بدعم واسع النطاق بين الناخبين، ولن يجد الجمهوريون الكثير لاستغلاله هنا.
ويقول روبرت كولينز، أستاذ الدراسات الحضرية والسياسة العامة في جامعة ديلارد في نيو أورليانز بولاية لويزيانا: "من المتوقع أن تكون هذه انتخابات متقاربة للغاية والحسم فيها يكون بهامش صغير".
ويكشف، في حديث لـ "صوت أميركا" أنه في حالة الانتخابات المتقاربة "يمكن للأشخاص الموجودين على تلك الهوامش أن يحددوا من سيصبح رئيسا" في إشارة إلى بعض الفئات التي يمكن أن تحسم النتيجة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين الشباب التقدميين في الولايات المتحدة يميلون أكثر إلى انتقاد إسرائيل، وربما التشكيك في موقف بايدن الداعم لها بشكل عام.
وكشف استطلاع أجرته شركة "إبسوس" للأبحاث والمسوحات، في نيسان الماضي، أن أسلوب تعامل بايدن مع الحرب في الشرق الأوسط لم يحظَ بشعبية كبيرة بين الأميركيين الشباب تحديدا. ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لبايدن هو أن ذلك أدى إلى انقسام الحزب الديمقراطي نفسه.
ففي ولايات مثل ميشيغان وويسكونسن، صوتت مجموعات كبيرة من الناخبين الديمقراطيين الأساسيين لخيار "غير ملتزم"، بدلا من دعم بايدن. هذا النهج اعتبر وسيلة للاحتجاج على تعامل البيت الأبيض مع الحرب بين إسرائيل وحماس.
ووجدت دراسة استقصائية أجرتها كلية كينيدي للعلوم الحكومية في جامعة هارفارد في وقت سابق من هذا العام أن الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يؤيدون بأغلبية ساحقة وقفا دائما لإطلاق النار في غزة.
ومع أن أرقام بايدن في الاتجاه التصاعدي، فهي تزال غير مستقرة، وربما تحدث مفاجآت في اللحظات الأخيرة من السباق الرئاسي مع الجمهوري، دونالد ترامب.
وفي انتخابات يمكن أن تحسمها مجموعة من الولايات المتأرجحة، يقول كولينز إن الاهتمام بالسياسة الخارجية مثل الحرب في غزة يمكن أن يحدث الفرق.
ويضيف أنه في جورجيا، على سبيل المثال، فاز بايدن بالولاية قبل أربع سنوات بفارق أقل من 12 ألف صوت.
ويقول كولينز: "هناك أكثر من 11 ألف أميركي مسلم في أتلانتا وحدها"، مبينا أن هذا "يمكن أن يحدد الرئيس القادم، وهو لا يأخذ في الاعتبار حتى طلاب الجامعات غير المسلمين الذين يشعرون بالاستياء الشديد من الطريقة التي تعامل بها بايدن مع الصراع في إسرائيل".
ويعتقد كولينز "أن الأميركيين المسلمين سيستنتجون في النهاية أن بايدن هو أهون الشرين مقارنة بسياسة ترامب في الشرق الأوسط".
لكن كولينز يرى على نحو آخر أن "عددا كبيرا من الناخبين الديمقراطيين الشباب قد يشعرون بخيبة أمل كبيرة لدرجة أنهم سيختارون عدم التصويت. والسؤال هو: هل سيخرج عدد كاف منهم للتأثير في الانتخابات؟"
يعيد، جاريد موندشين، مدير الأبحاث في مركز الدراسات الأميركية بجامعة سيدني، التذكير بأن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، افترض، قبل هجمات حماس على إسرائيل في 7 تشرين الاول2023، أن الشرق الأوسط كان "أكثر هدوءا مما كان عليه منذ عقود".
لكن لم يعد هذا هو الحال، بل على العكس من ذلك، كما يرى موندشين، فإن "الحالة المؤسفة" التي تعيشها المنطقة أدت إلى تأجيج التوترات، وألهمت الاحتجاجات التي شكلت جيلا جديدا في مختلف أنحاء العالم.
وقد دفعت هذه الاضطرابات كثيرين إلى التساؤل عما إذا كانت سياسات إدارة بايدن في الشرق الأوسط ستقوض في نهاية المطاف حملة إعادة انتخابه ضد ترامب في نوفمبر. ويعتقد موندشين أن ذلك قد يحدث في نهاية المطاف.
لكن موندشين يرى أنه "حتى لو تغير شاغل البيت الأبيض، فإن سياسة الولايات المتحدة في التعامل مع المنطقة لن تتغير إلى حد كبير"، شارحا بأن السبب في ذلك يعود إلى أن بايدن وترامب "سيبذلان قصارى جهدهما لتحقيق ما كان يأمله سوليفان: شرق أوسط أكثر هدوءا في نهاية المطاف".
لن يجد الناخبون الأميركيون فرقا كبيرا في سياسات المتنافسين الرئيسيين بايدن وترامب بشأن الشرق الأوسط. كما أن الجمهور العربي وشعوب دول الشرق الأوسط لديهم قناعة بأن الأمر لن يحدث تحولا في السياسة الأميركية؟
فلن تكون هناك مبادرة أميركية واحدة أكثر أهمية لتأمين شرق أوسط أكثر هدوءا من تعزيز العلاقات بين الشركاء الإقليميين، وهو ما يضعه كل من بايدن وترامب هدفا أساسيا لهما.
وكان ترامب قد أسس فعليا لهذا التحالف من خلال اتفاقيات إبراهيم، واتفاقيات التطبيع العربية الإسرائيلية، وتبنتها بعد ذلك إدارة بايدن.
ويعتقد موندشين أن ثمار هذه الجهود أصبحت "واضحة عندما عمل تحالف متنوع، يضم أميركا وفرنسا وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة والسعودية والأردن وإسرائيل، على إسقاط 300 قذيفة إيرانية أطلقت على إسرائيل في 13 نيسان. وهو أول هجوم مباشر من جانب طهران ضد إسرائيل في حرب الظل المستمرة منذ عقود.
ويقول موندشين إن الاستجابة المشتركة للتحالف كانت بمثابة تقدم كبير نحو هدف أميركي طويل الأمد ومشترك بين الحزبين، الديمقارطي والجمهوري، في الشرق الأوسط، وهو "مستوى من التعاون والاستقرار الإقليميين يسمح أخيرا بتقليل البصمة الأميركية".
بالنسبة لبايدن، فإن الحرب على غزة باتت أزمة متصاعدة وتمتد في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما شكل اختبارا حقيقيا لقدرة إدارته على المحافظة على التحالفات التقليدية، وفي ذات الوقت عدم إثارة غضب الأميركيين الشباب، والقاعدة الديمقراطية الليبرالية التي تضغط باتجاه إعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل.
وقد تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، دعوة لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي الشهر المقبل، وهو ما يشكل فرصة له كي يضغط على إدارة بايدن التي تختلف معه في رؤية الحرب ومستقبل الصراع.
ويأتي التحضير لكلمة نتانياهو في وقت حساس يواجه فيه بايدن انتقادات من الأميركيين المسلمين والعرب بشأن موقف إدارته من الحرب. وقد يؤثر هذا السخط على دعم بايدن بين هذه المجتمعات في انتخابات 2024، خاصة في الولايات المتأرجحة حيث يمكن أن تكون أصواتهم حاسمة.
وعندما قدم بايدن خطة سلام شاملة لغزة قبل أسبوع، لا بد أنه كان يأمل في تحقيق فوز كبير في السياسة الخارجية قبل خمسة أشهر فقط من موعد الاقتارع الذي سيمكنه من البقاء في البيت الأبيض أربع سنوات أخرى أو أن يخرج من عالم السياسة إلى الأبد.
المشكلة أن إسرائيل وحماس رفضتا الاقتراح الأميركي، قائلتين إن الشروط الأساسية لضمان وقف دائم لإطلاق النار "لم يتم الوفاء بها". ولا تزال المحادثات متعثرة أو متوقفة إلى حد ما، فيما تدخل الحرب شهرها الثامن.
وما يعقد الأمر أكثر أن الجبهة الشمالية في إسرائيل تزداد سخونة، وهو ما دفع نتانياهو إلى زيارة مواقع في الشمال، حيث حذر مقاتلي حزب الله من ارتكاب "خطأ كبير" بالاستمرار في الهجمات القاتلة بشكل متزايد عبر الحدود اللبنانية.
وتتبادل الحركة المدعومة من إيران إطلاق النار مع إسرائيل بشكل شبه يومي منذ هجمات 7 تشرين الاول، ويبدو أن المناوشات قريبة من نقطة الغليان.
فقد أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي، يؤاف غالانت، وقائد أركان الجيشي الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، تصريحات نارية هددا فيها بأن إسرائيل جاهزة لهجوم شامل على لبنان لتدمير قدرات حزب الله.
وفي اليمن، تستكشف الولايات المتحدة طرقا جديدة لزيادة الضغط على الحوثيين، الذين واصلوا هجماتهم على السفن في البحر الأحمر على الرغم من خمسة أشهر من الضربات الجوية.
وتهدف الخطة إلى حرمان الجماعة من الإيرادات اللازمة لمواصلة هجماتها، لكنها تخاطر بتقويض اقتراح السلام الذي تم التوصل إليه بشق الأنفس مع الفصائل اليمنية المتنافسة، خاصة أن السعودية والإمارات لا ترغبان في تأجيج جبهة اليمن من جديد.
إن احتمال نشوب حرب على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفي اليمن أيضا يهدد بتعقيد مشهد الحرب في غزة لدفع الشرق الأوسط إلى صراع إقليمي واسع النطاق، وهو ما سيكون له تأثير على أجواء الانتخابات الرئاسية الأميركية. لكن أحدا لن يستطيع تحديد ملامح هذا التأثير بشكل واضح.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top