2024- 06 - 28   |   بحث في الموقع  
logo "NBC": أميركا تستعد لعمليات إجلاء والإسرائيليون مصممون على الحرب logo وهم إسرائيل و"عقلانية" أميركا: رسائل مطمئنة للبنان تستبعد الحرب logo اليوم العالميّ لمساندة ضحايا التعذيب: سجل لبنان المخزيّ جدًا logo “الحزب” ينعى مزيدا من الشهداء logo بهاء الحريري: معاً سنعمل على إعادة بيروت منارة تجمع اللبنانيين logo مكافأة مالية كبيرة لمنتخب جورجيا logo تفاصيلُ زيارة غالانت إلى واشنطن logo تحطّم قمر اصطناعي روسي في الفضاء
إسرائيل عن معضلة مسيّرات "حزب الله": حرب.. أم معركة؟
2024-06-12 20:25:45

بدا لافتاً استخدام مذيعة التلفزيون الإسرائيلي، مصطلح "الحرب"، في سياق سؤالها الاستهلالي لزميلها المراسل في الجبهة الشمالية، عن آخر تطورات القتال بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، والذي يزداد ضراوة يوماً بعد آخر.
وحتى مع فرضية أن تكون المذيعة الإسرائيلية استخدمت مصطلح "الحرب مع حزب الله" سهواً، إلا أنه لا يُستبعد أن شعور اللاوعي لديها قد دفعها إلى اعتبار ما يجري في جبهة لبنان منذ 8 أكتوبر الماضي بمثابة حرب حقيقية، كونها أكثر من مجرد معركة تحت السيطرة، وإن لم تكن حرباً واسعة حتى الآن، رغم تطور حدودها، وأدواتها.
الإعلام يثير "تحدي" المسيّرات
لكن ما يثير الانتباه أكثر في معالجات الإعلام العبري أخيراً، هو تركيزه على ما يسميه "تحديّ مسيّرات حزب الله"، باعتبارها السلاح الأكثر إقلاقاً لإسرائيل في معركة تشهد تطورات دراماتيكية في ميدان الجبهة الشمالية.. وهو ما يعني أن الإقرار الإعلامي بهذا التحدي هو انعكاس بالضرورة لاعتراف أمني إسرائيلي به أيضاً. وقد أمعنت محطات التلفزة والصحف العبرية في الربط بين تبدل وتيرة القتال وتطوره بين الطرفين، وبين تغيير كل منهما نوع السلاح المستخدم في المواجهة، إلى جانب اتساع نطاق الأهداف.
باتت المسيّرات الشغل الشاغل لإعلام إسرائيل، كما هو الحال بالنسبة إلى جيشها، وخصص تلفزيون "مكان" العبري مقابلة مع خبير استراتيجي لنقاش خطرها، تحت عنوان "معضلة المسيّرات"، إذ استهل المُحاوِر مقدمته بالقول إن الخبراء يقولون إن الحزب قد حوّل "سماء إسرائيل" إلى ساحة "تجارب للأسلحة الإيرانية".
الحال أنه، بغضّ النظر عن ادعاءات الاحتلال وتوصيفاته، فإنّ القتال الضاري في جبهة لبنان قد شكل عسكرياً، فرصة لإسرائيل وحزب الله لاختبار قوة بعضهما البعض، وفحص ما لديهما من أسلحة تقليدية و"نوعية"، مروراً بكشف نقاط الضعف والقوة، وطرق التمويه، والاستخبار، وإن لم يستخدما كل ما في مخزونهما العسكري.
وحسبما جاء في طيات المقابلة الخاصة على شاشة "مكان"، فإن الإشكالية الإسرائيلية تكمن في صغر حجم مسيّرات حزب الله الهجومية، لكنها تحدث تفجيراً كبيراً، وتضرب هدفها بدقة، وسط صعوبة في اصطيادها بأحيان متعددة.
حيفا.. معيار الحرب!
وجاءت واقعة إطلاق حزب الله مُسيّرة تجاه شواطئ حيفا أخيراً، للمرة الثانية خلال المواجهة المستمرة منذ 8 أكتوبر، لتدفع تحليلات إسرائيلية إلى استنتاج مفاده أنها شكلت دليلاً على نجاح الحزب في إطلاق مسيّرات لهذا المدى البعيد.
واللافت أن موقعة إطلاق المسيّرة بالقرب من حيفا، وإن أعلن جيش الاحتلال التصدي لها، تسببت في تشغيل صافرات الإنذار في المدينة، مما دفع التلفزيون الإسرائيلي إلى التنويه بأن سكان حيفا اعتقدوا في البداية أن الحرب تطورت مساحتها، غير أنّ الجيش الإسرائيلي سارع إلى "طمأنتهم" عبر بيان قال فيه إن تشغيل صفارات الإنذار ناتج عن "تقدير خاطئ".. وكأنّ حيفا هي المقياس "الحقيقي" لوقوع الحرب الواسعة من عدمها!
وواصل مذيع "مكان" حديثه عن خطورة المسيّرات، لدرجة إشارته إلى أن أوساطاً في تل أبيب ترى أن إسرائيل لا تذهب إلى مواجهة واسعة بسبب قدرات حزب الله العسكرية "الأكثر تطوراً مقارنة بحرب تموز 2006"، غير أنه لفت أيضاً إلى أن المواجهة الأوسع أصبحت على الأبواب.
"قواعد الاشتباك" تغيرت؟
بيدَ أنّ ثمة أمراً آخر يقلق إسرائيل إلى جانب الطائرات المُسيّرة، ألا وهو امتلاكه مضادات دفاعية جوية "إيرانية"، واستخدامها مرات في خضم القتال الجاري، وأحدثها قبل أيام، وهو ما اعتبرته أقلام إسرائيلية "تغييراً في قواعد الاشتباك".
وقد توقفت القناة العبرية "14" عند موقعة إسقاط هذه الدفاعات مُسيّرة إسرائيلية اعترضها صاروخ أرض جو لحزب الله فوق الأراضي اللبنانية، وقد سلطت القناة الإسرائيلية الضوء على ما وصفتها بـ"هتافات الفرح" في خلفية فيديوهات لبنانية وثقت لحظة إسقاط الطائرة الإسرائيلية. وأكدت القناة "14" أن المُسيّرة الإسرائيلية المستهدفة من نوع "هيرميس 900"، وتقدر كلفتها بحوالي 10 مليون دولار، وهذا النوع من الطائرات من دون طيار سبق وأن أسقطها حزب الله في مرات سابقة خلال المواجهة الحالية.
في المقابل، حاول محللون إسرائيليون التقليل من شأن قدرات حزب الله، بقولهم إنه "ليس مبادِراً في الهجوم بالأيام الأخيرة"، وإنما إسرائيل هي التي "تنفذ هجمات عسكرية واستخباراتية نوعية ضد مواقع الحزب وقياداته في لبنان وسوريا"، وأن الحزب يقوم بالرد فقط، وبسقف مبني على علاقة طردية وتصاعدية، على حد تعبيرهم.
وادعى أصحاب هذا الرأي من المحللين المنتمين إلى اليمين الإسرائيلي أنّه "يتم إعطاء حزب الله أكثر من حجمه، بوصف إسرائيل أكثر تقدماً عسكرياً، ولديها حلول للمضادات والمسيّرات عبر استخدام الليزر".. ثم عاد هؤلاء المحللون ليبرروا نجاح مُسيّرات حزب الله في اختراق الأجواء الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وتنفيذها هجمات "ناجحة"، بالقول إنه "لا يمكن إغلاق الأجواء مئة في المئة، وهذا أمر عادي في الحروب، ولا حلول كاملة".
دق إسفين
في غضون ذلك، واصلت البروباغندا الإسرائيلية محاولات دق إسفين في الداخل اللبناني، بالقول إن هناك اعتبارات داخلية إسرائيلية تمنع الذهاب للمواجهة الأكبر، وإن هذا ينطبق أيضاً على حزب الله.
وزعمت قراءات إعلامية عبرية متناغمة مع هذه الدعاية، بأنّ هناك أموراً "لا يسلط الإعلام اللبناني الضوء عليها بشكل واضح، وهو أن هناك نزوحاً كبيراً للسكان من المنطقة الجنوبية، إلى جانب ضغوط من أطياف لبنانية واسعة على الحزب؛ لثنيه عن المغامرة والمجازفة بخوض حرب مع إسرائيل".
وطرح مذيعون إسرائيليون في نشراتهم اليومية أسئلة على ضيوفهم، من قبيل "أين الحكومة اللبنانية؟.. فهناك تهديد إسرائيل بقصف بيروت ومصالح حكومية". فيجيبون: "لا توجد دولة لبنانية، حزب الله هو صاحب قرار الحرب والسلم في هذا البلد، وهو من يقرر انتخاب رئيس للجمهورية، وقائد للجيش".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top