على وقع التوتير الأمني غير المسبوق في غزة وجنوب لبنان، وإسقاط حزب الله مسيّرة إسرائيلية فوق منطقة الريحان بصاروخ أرض جو، يشهد هذا الاسبوع حركة اتصالات مكثفة دولية ومحلية، تمثلت الأولى بالزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإعادة تحريك المفاوضات المتعثرة بين حماس واسرائيل، للتوصل إلى هدنة طويلة، قد نؤدي الى توصل نهائي لوقف إطلاق النار.
وقد زار بلينكن القاهرة للقاء المسؤولين المصريين الذي يشاركون في هذه المفاوضات، وانتقل بعدها الى الأراضي المحتلة على أن يستكمل جولته في الدوحة وعدد من العواصم بحسب ما أشارت المعلومات.
أما الحراك المحلي، فيتمثل باستكمال اللقاء الديمقراطي جولاته على القوى السياسية من جهة، وقد زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط الصيفي أمس والتقى النائب سامي الجميل، ويستكمل لقاءاته اليوم. إضافة إلى الزيارات التي يجريها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والتي بدأها من بكركي بلقاء البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، وأمس في عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي الصيفي حيث التقى عدداً من نواب المعارضة.
وأشارت معلومات جريدة الأنباء الالكترونية إلى ان “اللقاء الذي جمع باسيل مع وفد نواب المعارضة في بيت الكتائب قرابة الساعتين لم يصل الى موقف واضح بما يتعلق بقبول المعارضة بترؤس بري جلسة التشاور”، معتبرة أن “بيان قوى المعارضة على أثر اللقاء والذي شدد على رفض أي أعراف خارج إطار الدستور هو خير دليل على عدم خروج الاجتماع بأي نتيجة عملية”، الأمر الذي يوحي وكأن الاعتراض المتبادل بين الفريقين بات فقط على شكل التشاور لا على جوهر الأمور، فيما الحقيقة طبعاً في مكان آخر.
وحول تفاصيل هذه اللقاءات، لفت الوزير السابق آلان حكيم في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية إلى أن وفد اللقاء الديمقراطي الذي زار الصيفي كانت طروحاته جد بناءة وإيجابية، وقد وعد بإعادة التواصل مع الجميل الأسبوع المقبل، مرحباً بكل انفتاح إيجابي وأي تنسيق يؤدي الى انتخاب رئيس جمهورية.
وعن لقاء باسيل مع وفد نواب المعارضة في بيت الكتائب، أشار حكيم إلى أن الكتائب كانت دائماً جزءاً من المعارضة، ومن الواضح أن هناك رفضاً مطلقاً لكل مبادرة غير دستورية ولا تؤدي الى نتائج عملية، ولكل مبادرة تؤدي لانتخاب مرشح فريق الممانعة.
وأمل حكيم ألا يتم تضييع الوقت أكثر، قائلاً: “إذا لم نصل إلى تقارب بالآراء فلن يحصل شيئاً. وكذلك الأمر اذا بقي حزب الله متمسكاً بمرشحه وعدم استعمال نتائج الحوار للتوصل لانتخاب الرئيس فلِمَ المبادرات؟”، مؤكداً أن “الكتائب منفتحة على أي مبادرة تؤدي للنتائج العملية التي أشار اليها”.
وانطلاقاً من هذه الأجواء، فإن مسار الأمور لا يوحي بإنفراج فعلي طالما بقيت مواقف القوى السياسية على حالها، وإذا لم تدرك حراجة الوضع الذي تعيشه المنطقة، وأن التنازل لمصلحة البلد أفضل بكثير من أن تاتي التسويات على حساب لبنان.