أعلنت الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا الخميس، تأجيل الانتخابات البلدية التي كانت مقررة في مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في 11 حزيران/يونيو، إلى موعد آخر، وذلك بالتزامن مع إطلاق تركيا جملة تهديدات واعتبارها الانتخابات تهديداً لأمنها القومي.
وقالت "المفوضية العليا للانتخابات في شمال شرق سوريا" إنها قررت تأجيل الانتخابات البلدية إلى شهر آب/أغسطس، لكن من دون أن تحدد يوماً بعينه، كما جرى في الموعد السابق.
وأرجعت المفوضية في بيان، سبب التأجيل إلى "الاستجابة لمطالب الأحزاب والتحالفات السياسية التي طالبت بالتأجيل بموجب كتب رسمية"، والمتمثلة ب"ضيق الوقت المخصص للفترة الدعائية"، و"تأمين المدة اللازمة لمخاطبة المنظمات الدولية لمراقبة سير الانتخابات".
ولفت البيان أن الأحزاب التي طالبت بالتأجيل هي مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، و"تحالف الشعوب والنساء من أجل الحرية"، و"قائمة معا لخدمات أفضل"، و"حزب الوحدة الديمقراطي الكردي" في سوريا.
وأتى التأجيل بالتزامن مع جملة تهديدات أطلقها المسؤولون الأتراك، أبرزها ما قاله الرئيس رجب طيب أردوغان بأن تركيا لن تتردد في شن هجوم جديد ضد قسد في شمال شرق سوريا، إذا ما مضت الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد في خططها لإجراء انتخابات محلية في المنطقة.
وأضاف اردوغان أن أنقرة تتابع عن "كثب الأعمال العدوانية التي تقوم بها المنظمة الإرهابية ضد سلامة أراضي بلدنا وسوريا تحت ذريعة الانتخابات"، مؤكداً أن "تركيا لن تسمح أبداً للمنظمة الانفصالية بإقامة (دولة إرهابية) خارج حدودها الجنوبية في شمال سوريا والعراق".
وكانت المواقع الإخبارية المدعومة من الإدارة الذاتية قد مهدت لهذا التأجيل بالتزامن مع ارتفاع حدة تهديدات المسؤولين الأتراك الذين اعتبروا أن الانتخابات هي "تهديد للأمن القومي التركي".
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة الداعمة للإدارة الذاتية، رفضها للانتخابات. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل قبل أسبوع، إن "الظروف في شمال شرقي سوريا غير مناسبة ولا متوفرة لإجراء انتخابات شفافة وشاملة"، كما دعا لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وأضاف باتيل أن الولايات المتحدة "لا تعتقد أن هذه الشروط متوفرة بالانتخابات في شمال شرقي سوريا"، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية نقلت ذلك إلى مجموعة من الجهات الفاعلة" في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية.
وفي وقت سابق، قال رئيس أحد الأحزاب المتحالفة مع قسد لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "هناك مخاوف حقيقية لدى أحزاب الإدارة الذاتية ومسؤوليها من مغبة المضي قدماً بإجراء الانتخابات وسط تصاعد حدة التهديدات التركية والموقف السلبي من قبل الولايات المتحدة".