2024- 09 - 21   |   بحث في الموقع  
logo استشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) logo حزب الله ينعى ابراهيم عقيل رسمياً.. بانتظار الردّ النوعي logo حزب الله ينعى رسميا القائد الشهيد إبراهيم عقيل.. logo حرب "الإرادات" بين نصرالله ونتنياهو: تدمير ممنهج أم اجتياح؟ logo لبنان يدين إسرائيل بمجلس الأمن.. يطلب المساعدات وتجنّب الحرب logo نتنياهو يكثف اجتماعاته.. دعوات لفتح حرب لبنان الثالثة logo صواريخ “الحزب” تنهمر على مواقع العدو.. إليكم التفاصيل logo ارتفاع حصيلة شهداء غارة الضاحية..
كرديّات يتطوعن لحماية حقول القمح من الحرائق
2024-06-06 12:55:41

أمام حقول قمح شاسعة في شمال شرق سوريا تجوب ياسمين يوسف مدججة بسلاحها الطريق ذهاباً وإياباً، بعدما تطوعت مع لجان تابعة للإدارة الذاتية الكردية في حراسة المحاصيل الوفيرة خشية حرائق قد تلتهمها.
وقالت يوسف (42 عاماً) التي ارتدت قميصاً زيتياً وغطت رأسها بوشاح باللغة الكردية لوكالة "فرانس برس": "نحن كلجان طوارئ نحمي موسم القمح، ويمتد عملنا من شهر إلى شهرين. مهمتنا خدمة المزارعين وحماية محاصيلهم في هذه المنطقة"، مضيفة أنه "في حال نشوب الحرائق في منطقة ما، يتم إبلاغنا مباشرة ونحن نتصل بدورنا بسيارات الإطفاء للسيطرة على الوضع بشكل أسرع".وتطوعت يوسف مع العشرات من سكان منطقة القحطانية شمال شرقي الحسكة، لمعاونة لجان تابعة للإدارة الذاتية الكردية في حراسة الحقول الزراعية. ويتولى هؤلاء التجول بين البلدات بينما تتوزع سيارات إطفاء في المنطقة تحسباً لأي طارئ. وفي الحقول، يعمل المزارعون كخلية نحل، وتخترق الحصادات البساتين المترامية تحت أشعة شمس حارقة بينما يتصاعد خلفها الغبار. وتسير قوى الأمن الداخلي الكردية دوريات بشكل منتظم.وبعد سنوات من الجفاف في شمال شرقي سوريا، يترقب السكان حصاداً استثنائياً بفعل هطول أمطار غزيرة هذا العام. لكن مخاوف تتملكهم من احتمال اندلاع حرائق تأتي على محاصيل القمح، على غرار ما جرى مراراً خلال السنوات الماضية.وأسفرت حرائق اجتاحت في حزيران/يونيو 2019 حقول قمح امتدت من شرق مدينة القامشلي حتى ريف مدينة الحسكة، عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل خلال محاولتهم احتواء النيران، بحسب حصيلة أوردها حينها "المرصد السوري لحقوق الإنسان".وقالت يوسف التي تترك عائلتها ومنزلها لساعات: "يعتمد السكان بشكل كامل على هذا الموسم، واذا خسرناه ستكون الأوضاع سيئة"، موضحة أنه في بادئ الأمر "لم يثق الأهالي بجهودنا وكانوا يقولون ماذا تفعل هؤلاء النسوة على الطرقات؟، لكن اليوم، يتفق الجميع على ضرورة التكاتف لحماية أرزاق الناس".وقال سكان ومسؤولون من الإدارة الذاتية أن الحرائق غالباً ما تكون مفتعلة، وليست ناجمة عن عوامل طبيعية أو إهمال. وسبق لتنظيم "داعش" أن تبنى قبل سنوات حرق محاصيل زراعية في مناطق نفوذ القوات الكردية، التي شكلت رأس حربة في دحره من مناطق واسعة.وتتنافس الإدارة الذاتية الكردية وحكومة النظام السوري على شراء محاصيل القمح من المزارعين، والتي تحظى بأهمية استراتيجية لدى الطرفين، لكونها توفر احتياجات السكان من الخبز في مناطق نفوذ كل منهما.وعلى طريق رئيسي قرب القحطانية، قالت رنكين حسن (50 عاماً) بينما تجولت برفقة نساء ورجال مزودين ببنادق مرتدية جعبة عسكرية فوق ثيابها: "بعض الأشخاص والأطراف يحاولون حرق الأراضي بشكل مقصود، لكننا لن ندعهم يفعلون ذلك". وأضافت: "نترك أبناءنا وأزواجنا كي نحمي حقول القمح"، داعية الأهالي لكي يكونوا "متيقظين وألا يرموا أعقاب السجائر على الطرقات". وقالت: "أنا لا أملك فداناً واحداً، لكنني آتي يومياً ليحصد المزارعون محاصيلهم من دون حرائق".ورغم إحصاء السلطات المحلية اندلاع حرائق في مناطق عدة، لكن نطاقها مازال محدوداً مقارنة مع السنوات الماضية، وهو ما ترده حسن الى "تكاتفنا لحماية المحاصيل".ويتوقع المزارعون محاصيل قمح وفيرة هذا العام. وأورد تقرير صدر مؤخراً عن "البنك الدولي"، أنه بعد الانخفاض التاريخي العام 2022، انتعش الإنتاج الزراعي وسط تحسن في الظروف الجوية. وبلغ مليوني طن متري العام 2023 مقارنة بمليون طن متري في العام السابق.وتنسق قوى الأمن الداخلي الكردية، مع المتطوعين من نساء ورجال ولجان الطوارئ دوريات الحراسة. ويناشدون السكان عدم إشعال النيران قرب حقول القمح. ويعمل المتطوعون وسط درجات حرارة مرتفعة وتحديات عدة بينها هجمات مباغتة تشنها خلايا تابعة لتنظيم "داعش" وضربات تركية تطال القوات الكردية، التي تقود "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة أميركياً.وقالت عطية حسن (50 عاماً) التي لونت أشعة الشمس وجهها: "نحن هنا لنمنع المرتزقة من حرق الأراضي ونحمي أنفسنا". وأضافت بينما ارتدت ثوباً أبيض مزيناً بورود: "يشعر الناس بسعادة عند رؤيتنا.. ونحن فخورون بجهودنا رغم كل الظروف القاهرة".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top