منذ سنوات المراهقة، بدا أن مستقبل الموهوب كيليان مبابي سيكون لامعاً، إذ زاول اللعبة في مسقط رأسه بضاحية باريسية حتى سن الرابعة عشرة، وتوزّع وقته بين مقرّات التدريب ومدرسة في قرية قريبة.
بدأ بلفت انتباه الأندية الأوروبية الكبرى، إلا أن موناكو المعروف بضمّه للمواهب الشابة، تمكّن من إقناع عائلته في العام 2013 بأن الخطوة الأمثل لتنمية موهبته وصقلها، ستكون انضمامه إلى نادي الإمارة الجنوبية.
عانى مبابي في بداية مسيرته مع موناكو للتأقلم مع متطلّبات أسلوب الحياة الجديدة، إلا أنه تبدّل رأساً على عقب وغيّر تصرفاته إلى حد كبير، ودخل في السلك المنضبط لتنشئة لاعب كرة قدم محترفاً.
في صيف العام 2016، استُدعي للمرّة الأولى إلى منتخب فرنسا المشارك في كأس أوروبا لما دون 19 عاماً. هيمن المنتخب الأزرق على البطولة، وأحرز اللقب بفضل مساهمة كبرى من مبابي الذي سجّل خمسة أهداف في خمس مباريات.
بدأت العروض تنهال على موناكو للتخلّي عن مبابي، بينها واحد من مانشستر سيتي الإنجليزي الذي أذاقه المهاجم الشاب الأمرّين في دوري أبطال أوروبا.
في سن الثامنة عشرة فقط، تحوّل المهاجم الذي نشأ في ضاحية بوندي الباريسية حيث كان والده الكاميروني الأصل ويلفريد مديراً ومدرّباً لكرة القدم، إلى أحد أبرز الأسماء في عالم المستديرة.
في ختام الموسم، كان مبابي قد حطّم الأرقام القياسية لتييري هنري في بدايته مع الفريق الفرنسي، وسجّل 26 هدفاً في مختلف المسابقات، ليساهم في قيادته إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، والأهم إلى إحراز لقب الدوري الفرنسي للمرّة الأولى منذ عام 2000.
استُدعي إلى تشكيلة فرنسا للمرّة الأولى، وسط تزايد الترجيحات بأن ما حققه خلال هذه الفترة القصيرة، سيؤدّي حكماً إلى انتقاله لناد أكبر من موناكو.
وعلى رغم نصائح زملائه ولاعبين سابقين في المنتخب الفرنسي، وحتى رغبة أمير موناكو ألبير الثاني في بقائه، لم يقتنع مبابي بزيادة راتبه ستة أضعاف وآثر التحدّي والانتقال إلىباريس سان جيرمان، قبل عام من موعد مرتقب مع كأس العالم 2018 في روسيا.
قيمة انتقاله إلى فريق الإمارة مقابل 180 مليون يورو كانت الثانية في تاريخ اللعبة، بعد قدوم البرازيلي نيمار إلى سان جيرمان (222 مليون يورو).
أعلن مبابي عن نفسه على المسرح العالمي عام 2018 بهدفين أمام الأرجنتين في ثمن نهائي المونديال الروسي الذي توّج فيه بجائزة أفضل لاعب شاب.
في سن التاسعة عشرة، أصبح أصغر لاعب يسجّل في نهائي كأس العالم منذ البرازيلي بيليه في 1958 حين كان في السابعة عشرة من عمره، عندما فاز “الزرق” على كرواتيا 4-2 “بنيت موسمي حول هذه البطولة وأن أكون جاهزاً لها بدنياً ونفسياً”.
قبل انتقاله الفعلي إلى ريال، نجح سان جيرمان بإبقائه العام الماضي في صفوفه، بمساعدة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. لكنه صدم إدارة النادي عندما أعلن أنه مصمّم على الرحيل مجاناً مع نهاية عقده الصيف الحالي. أثّر هذا الأمر على مشاركته في تشكيلة المدرب الإسباني لويس إنريكي، فغاب عن مباريات وجلس في أخرى على مقاعد البدلاء. (بي إن سبورتس)