على وقع المساعي الأميركية – القطرية – المصرية لإنجاز هدنة في غزة، وفيما الحرب مستعرة في جنوب لبنان، حطَّ القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كنيّ في بيروت، حيث جالَ على رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مطلقاً سلسلة من المواقف وأبرزها تأكيد ركيزة المقاومة في تحقيق الإستقرار. وقد لاقى بو حبيب كَني في تأكيد التقاطع بين لبنان وإيران في مقاربة الحرب وتداعياتها.
وميدانياً، كانت الغارات تتوسَّع لتطال جبل الريحان وميدون وكوثريّة الرز، وردّ حزب الله بقصف كريات شمونة والجليل الغربي ومواقع عسكرية متعدِّدة في الجولان.
بالتوازي، كان رأسا التطرف الإسرائيلي القومي والديني بن غفير وسموتريتش يهددان مجدداً بنيامين نتنياهو في حال وافق على اقتراحات الرئيس الأميركي جو بايدن. وقد وصفَ سموتريتش المقترح الذي قدمه بايدن بشأن إنهاء الحرب بأنه "خطير"، مضيفاً بأنَّه أكد لنتنياهو إنهم سيعارضونه "إذا اختار الهزيمة"، في إشارة إلى احتمال موافقته على وقف إطلاق النار.
وفي موازاة الحراك الإقليمي، يتصاعد الحراك الداخلي لتعزيز الضغط في اتجاه انتخابٍ رئيس، انطلاقاً من محاولة إيجاد مساحات مشتركة. وفيما يبدأ "اللقاء الديموقراطي" جولة على الكتل النيابية ويلتقي غداً الثلثاء رئيس التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي، يطلِق جبران باسيل اليوم في مقابلته على LBC سلسلة من المواقف التي تتناول تداعيات الحرب في الجنوب وغزة، ويركز خاصة على الإستحقاق الرئاسي من خلال مبادرة يعلنها تتصل بالتواصل اللبناني الداخلي، وكيفية إنجاح ولاية الرئيس المقبل.
ويصب هذا الحراك الداخلي في محاولة ملاقاة الجهود الخارجية في محاولة تذليل العقبات الكبرى والمتمثل بتعنت فريقي "الممانعة" و"المواجهة"، إن كان بالتمسك بسليمان فرنجية أو رفض الحوار بالمطلق.
وعلى خط مواز، شن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع هجوماً على رئيس مجلس النواب نبيه بري. فقد اعتبر جعجع أن "حديث بري اسقط عنه القناع، ولا يحلمَنّ احد ببلوغ لحظة يصبح في لبنان مرشد اعلى”. وقال إن "مبدأ بري يتعارض مع كل اسس العمل الديموقراطي فالكتل النيابية كيانات قائمة لا يحق لرئيس المجلس التحكم بها”.
وسرعان ما رد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان مؤكداً ان "التنكر لقيمة الشراكة الوطنية عيب وطن". وقال:"مع أي تعقيدات وطنية ببعد النظر عن أسبابها يجب حلها بالحوار لا بالقطيعة وذلك بخلفية مصالح عائلتنا الوطنية وعلى قاعدة الديموقراطية التوافقية التي لا بديل عنها إلا الديموقراطية العددية التي لا نريدها إصرارا منا على الشراكة الدستورية التوافقية". ورأى قبلان في الرد أن "الرئيس نبيه بري في هذا المجال ضمانة لبنان، وأهل الجنوب أسياد وقادة وأصحاب تاريخ وطني طويل ويسجل لهم أنهم هزموا إسرائيل".