دخلَ سياق الحرب على غزة ومعه الأزمة الداخلية اللبنانية في سياق عنق الزجاجة، الذي يمكن أن يؤدي إلى تصاعد الصراع، أو إلى بدايات انفراج.
فالضغط الخارجي على إسرائيل لتحقيق هدنة يتصاعد، وآخر تعبيراته البيان القطري – المصري – الأميركي صباح اليوم الأحد، معطوفاً على خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن بالأمس، والمرتبط هو الآخر بسياقات انتخابات الرئاسة الأميركية. ونتيجة لذلك، تزداد الخلافات الداخلية الإسرائيلية مع استمرار ضغوط كل من سموتريتش وبن غفير على نتنياهو، في مقابل إعلان أفيغدور ليبرمان للمشاركة في الحكومة، تعويضاً عن أي انسحابات حكومية يمكن أن تؤثر على رئيسها.
وفي لبنان، تواصلت الغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي من أطراف شبعا وكفرشوبا إلى القرى الحدودية في بنت جبيل وصور ما أدى إلى شهيدين شقيقين في حولا، فيما رد حزب الله بقصف كريات شمونة ومواقع عسكرية متعددة في الجولان.
وعلى صعيد الأزمة الرئاسية، تتصاعد حيرة الخارج إزاء كيفية التعاطي مع تعنت عدد من الأفرقاء اللبنانيين وتشددهم بمواقفهم، في حين يواصل آخرون، وفي طليعتهم التيار الوطني الحر، تقديم الأفكار ومد اليد إيجاباً للخارج والداخل، تجاه أي مقترح جدي وحقيقي من شأنه المساعدة على الخروج من النفق الرئاسي. كما تُرتقب كيفية ترجمة حركة اللقاء الديموقراطي من خلال زيارات للكتل النيابية، ما يسهم في زيادة الحراك السياسي المرتبط بالرئاسة.
وإزاء التطورات المتلاحقة، يطل رئيس "التيار" النائب جبران باسيل غداً الإثنين في مقابلة على LBC، يوضح فيها المواقف من الملفات المطروحة، والتعاطي معها في المرحلة المقبلة.
وعلى خط المواقف الرئاسية، دعا البطريرك بشارة الراعي لاستلهام الروح القدس في المساعدة على دفع النواب لأداء واجبهم الدستوري. فيف عظة الأحد سأل الراعي:"كيف يستطيع أي سياسيّ القيام بوظيفته الخطيرة من دون العودة إلى الروح القدس، مضيفاً: "لو فعلوا ذلك لكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، وقبل نهاية خدمة الرئيس العماد ميشال عون وفقًا للدستور (المادّة 73)، ولكانوا اختاروا منذ ذاك الحين رئيسًا يغيّير ويخلق بيئة وطنيّة جديدة نظيفة، وسلوكًا أخلاقيًّا، والتزامًا بالثوابت التاريخيّة. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، كي يلهم الله السياسيّين استلهام الروح القدس، لكي يصحّحوا مسيرتهم وقراراتهم لخير لبنان واللبنانيّين".