في رحاب الذكرى السابعة والثلاثين لاستشهاد رجل الدولة شهيد وحدة لبنان ابن طرابلس البار الرئيس رشيد عبدالحميد كرامي.
سنتكلم عن سيرة حياة هذه الزعامة الوطنية العربية الطرابلسية.
-ولد رشيد كرامي في ٣٠ كانون الأول عام ١٩٢٠ في طرابلس -لبنان (وليس كما ذكر في مراجع أخرى في مرياطة).
-والده عبدالحميد كرامي مفتي طرابلس وزعيمها،حاكم لبنان الشمالي في العهد الفيصلي، نائب عن محافظة لبنان الشمالي-الدور التشريعي الخامس لفترة مابين٢١/ ٩ / ١٩٤٣-٨/ ٤/ ١٩٤٧،وهو النائب الوحيد الذي اعتقل من قبل الإنتداب الفرنسي مع حكومة الإستقلال الأولى في ١١/١١/ ١٩٤٣.
-رئيس الوزراء في الوزارة الإستقلالية الثالثة مابين ٩/ ١ / ١٩٤٥-٢٢/ ٨ / ١٩٤٥.
-والدته يمن علم الدين.
-تلقى دروسه الإبتدائية في مدرسة الفرير- طرابلس ،والثانوية في كلية التربية والتعليم الإسلامية.
– تابع دراسته الجامعية في كلية الحقوق في جامعة فؤاد الأول”القاهرة” وتخرج منها عام ١٩٤٨،تدرج في مكتب الأستاذ فؤاد رزق في بيروت ومارس مهنة المحاماة بين عامي ١٩٤٨و١٩٥٠.
-يجيد بالإضافة للعربية اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
-يحمل شهادة دكتواره فخرية من جامعة إسلام أباد-الهند.
-حائز على عدة أوسمة.
-هواياته الصيد البري والبحري.
-بعد وفاة والده في ٢٣تشرين الثاني ١٩٥٠ اختارته العائلة ليتابع طريق والده وتبوأ المركز الذي كان يشغله في الحياة العامة فدخل معترك العمل السياسي وهو في الثلاثين من عمره من بابه الواسع باعتباره ابن بيت عريق في الزعامة.
-ميدانه السياسي الأول كان مدينة طرابلس التي انتدبته لأول مرة إلى البرلمان في ١٥ نيسان عام ١٩٥١ على رأس لائحة التحرر العربي ومنذ ذلك التاريخ وهو يمثل مدينته التي أحبها كنائب ورئيس كتلة نوابها في الندوة البرلمانية إذ أعيد انتخابه تباعاً في الأعوام١٩٥٣-١٩٥٧-١٩٦٠-١٩٦٤-١٩٦٨-١٩٧٢ وحتى استشهاده.
-عين وزيراً للعدل للمرة الأولى في حكومة الرئيس عبدالله اليافي في ٧نيسان ١٩٥١ حتى ١١شباط ١٩٥٣،ثم وزيراً للإقتصاد والشؤون الإجتماعية في حكومة اليافي من ١٦ آب ١٩٥٣ حتى أول آذار ١٩٥٤ ،احتفظ بوزارته بعد تعديل الحكومة في أول آذار ١٩٥٤ حتى أيلول ١٩٥٤.
-عين وزيراً للإقتصاد والشؤون الإجتماعية في حكومة الرئيس سامي الصلح من ٩تموز ١٩٥٥حتى ٩أيلول ١٩٥٥،نجح نجاحاً باهراً وأظهر حنكة سياسية قل نظيرها مما دفع بالرئيس كميل شمعون إلى تعيينه رئيساً للحكومة.
-شكل حكومته الأولى من ١٩/ ٩ /١٩٥٥ حتى ١٩/ ٣/ ١٩٥٦ محتفظاً بوزارتي الداخلية والتصميم وهو لم يتعد الخامسة والثلاثين من عمره، فكان أصغر رئيس للوزراء في لبنان ومن أصغر الرؤساء تكليفاً في العالم.
-شكل حكومته الثانية في عهد الرئيس فؤاد شهاب من ٢٤/ ٩/ ١٩٥٨حتى ١٤/ ١٠ / ١٩٥٨ محتفظاً بوزارتي الداخلية والدفاع.
-شكل حكومته الثالثة في عهد الرئيس فؤاد شهاب من ١٤ / ١٠/ ١٩٥٨حتى ١٤/ ٥/ ١٩٦٠ محتفظاً بوزارة المالية.
-شكل حكومته الرابعة في عهد الرئيس فؤاد شهاب من ٣١ /١٠/ ١٩٦١ حتى ٢٠/ ٢/ ١٩٦٤ محتفظاً بوزارة المالية.
-شكل حكومته الخامسة في عهد الرئيس شارل الحلو من ٢٥/ ٧/ ١٩٦٥حتى ٩/ ٤/ ١٩٦٦ محتفظاً بوزارة المالية.
-شكل حكومته السادسة في عهد الرئيس شارل الحلو من ٦/ ١٢/ ١٩٦٦حتى ٥/ ٢/ ١٩٦٨ محتفظاً بوزارة المالية.
-شكل حكومته السابعة في عهد الرئيس شارل الحلو من ١٦/ ١/ ١٩٦٩ حتى ٢٤/ ٤ / ١٩٦٩ محتفظاً بوزارة المالية، قدم إستقالته في ٢٤نيسان بعد الأحداث الدامية التي جرت في ٢٣نيسان والتي تسببت في أزمة وزارية استمرت حوالي السبعة أشهر انتهت بتوقيع اتفاق القاهرة.
-شكل حكومته الثامنة في عهد الرئيس شارل الحلو في ٢٥/ ١١/ ١٩٦٩ محتفظاً بوزارة المالية واستمرت لغاية ١٣ / ١٠ / ١٩٧٠ مسجلاً بذلك انتصاراً كبيراً بعد أزمة حكومية استمرت سبعة أشهر.
-شكل حكومته التاسعة في عهد الرئيس سليمان فرنجية في ١/ ٧ /١٩٧٥ محتفظاً بوزارات الدفاع والمالية والإعلام ، وفي الخامس عشر من الشهر نفسه أجرى تعديلاً وزارياً محتفظاً لنفسه بوزارات السياحة والزراعة والإسكان والتعاونيات واستمرت لغاية ٩/ ١٢ / ١٩٧٦.
-شكل حكومته العاشرة “حكومة الإتحاد الوطني”في عهد الرئيس أمين الجميل في ٣٠/ ٤ /١٩٨٤ إثر مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في لوزان في ١٢ / ٣ / ١٩٨٤ واحتفظ بنفسه بوزارة الخارجية ،قدم إستقالة حكومته في ٤ / ٥ /١٩٨٧.
-تعرض خلال أعوام الحرب الأهلية التي عصفت في البلاد إلى عدة محاولات إغتيال أعلن عن القليل منها وبقي كثيرها طي الكتمان ،غير أن هذه المؤشرات لم ترهبه وهو القدري ولا حملته على زيادة الإحتراز في تنقلاته ،فإيمانه بالله راسخ لايتزعزع وهو المتوكل عليه أبدا، لا يخاف الغد ولا يخشى المصير فتراه يردد دائماً الآية الكريمة “قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا”،وكلما حاول أحد أن يزيد في الإجراءات الأمنية ينهره قائلاً “لاتزيدوها” ،إلى أن استشهد في الأول من حزيران سنة ١٩٨٧ فيما كان يستقل مروحية للجيش اللبناني التي كانت تقله من طرابلس إلى بيروت وهو في قمة العطاء، فلقد كان في طريقه للإجتماع بالرئيس كميل شمعون لوضع النقاط الأخيرة على إتفاق حزيران الشبيه بإتفاق الطائف (لا بل كان حجر الأساس لهذا الإتفاق)،كان من شأنه أن يضع حداً للحرب الأهلية في لبنان.
-شكل الرئيس رشيد كرامي أكبر عدد من الوزرات في تاريخ العالم (١٠مرات) محطماً بذلك رقماً عالمياً مما جعل إسمه يرد في موسوعة غينيس العالمية كأكثر الرؤساء تعييناً بالطرق الديمقراطية.
-سجل رقماً قياسياً في بقائه رئيساً للوزراء من ١٩٦١ حتى ١٩٦٤ في عهد الرئيس فؤاد شهاب.
-سجل أكبر رقم قياسي في توليه أيام الحكم من الذين سبقوه ما قبل الإستقلال ومن الذين سيأتون من بعده، إذ بلغ عدد الأيام التي تولاها كرئيس للحكومة وحتى استشهاده ٤٦٠٠ يوما، أي مايعادل ١٢سنة وستة أشهر.
-عرف بهدوءه وإعتداله وإنفتاحه ونزاهته ونظافة كفه المشهود لها من الجميع ، ماكان يستعدي أحداً أو يترك مجالا لأحد أن يستعديه.
-من أبرز أقطاب جبهة الخلاص الوطني التي ضمته والرئيس سليمان فرنجية والوزيرين آنذاك نبيه بري ووليد جنبلاط والتي كان لها الدور الأول في إسقاط اتفاق ١٧ أيار.
-أشتهر بذاكرة “كمبيوترية ” كان يكفي أن يتلقي الشخص مرة واحدة لتنطبع صورته وإسمه في ذاكرته، وسرعة البديهة والقدرة على إرتجال كلماته،وقد يقف ساعات ليتحدث دونما ورقة وكان يجيب على أسئلة وإنتقادات النواب يوم يكون رئيساً للحكومة متكلاً على ذاكرته التي قلما خانته.
وهو صاحب مدرسة في الكلام ،يحوم ولا يغط، يومئ ولايسمي،كلماته بحساب وصمته دون حساب.
موقع سفير الشمال الإلكتروني