مشكورة فرنسا، فهي لا تزال الام الحنون للبنان، تسأل عنه، تهتم بمشاكله وتحاول ايجاد الحلول لاسعاده واقناعه بالعودة الى الصراط المستقيم، ولكن يبدو ان لا حياة لمن تنادي او ان هذا البلد المعروفة امه لديه العديد من الاباء المحتملين، فبالنسبة للبعض اميركا هي السند الاقوى وبالتالي لها مرتبة الاب فيما يعتبر البعض الاخر ان ايران احق من غيرها بالابوة ليذهب اخرون الى اعتبار ان لا فيتو لديها على احد.
ليست الزيارة الاولى للودريان وبالطبع لن تكون الاخيرة فهو زار لبنان مؤخراً ست مرات الا ان هذه الزيارة التي وصفها البعض بزيارة رفع العتب تتزامن مع القمة الفرنسية الاميركية التي ستعقد في باريس والتي سيتم التطرق خلالها الى الوضع في لبنان وعدم التمكن من انتخاب رئيس للجمهورية حتى الساعة حيث سيضع الرئيس الفرنسي امام ضيفه الاميركي الملف المتكامل حول نتائج جولة لودريان والصعوبات التي تقف في وجه توجه النواب اللبنانيين الى البرلمان قبل التوصل الى اتفاق حول الاوفر حظاً للرئاسة على أن يبنى على الشيء مقتضاه.
لقاء مع الرئيس نجيب ميقاني واخر مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وثالث مع رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الذي استمع بآذان صاغية الى ما قاله لودريان وناقش معه مجمل القضايا الراهنة المرتبطة بالملف الرئاسي والوضع في المنطقة بصراحة تامة وايجابية.
في ملف الرئاسة يبدو ان لا تطورات اساسية في هذا المجال وان الكل بانتظار الانتخابات الاميركية الا انه رغم ذلك لا يجوز اهمال هذا الملف الذي يبدو ان طريقه الوحيد للنجاة هو الحوار في لبنان وليس في باريس، وان يتحمل النواب اللبنانيون المسؤولية الوطنية، خصوصا أنه مهما تعاظمت التدخلات الدولية والاقليمية، فإن النصاب سيؤمنه النواب وهم الذين سينتخبون الرئيس العتيد، فإما أن يقتنعوا بالوصول الى مساحات مشتركة تمهد الطريق أمام انجاز هذا الاستحقاق أو أن ينتظروا التسوية بعد طول انتظار..
(موقع سفير الشمال الإلكتروني)