أعادت اللجنة الخماسية تشغيل محركاتها املاً منها في إيجاد حل سريع لازمة الشغور الرئاسي المستمرة منذ قرابة الـ ١٩ شهراً، ورغبة من أعضائها في محاولة الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.
ولهذه الغاية، أخذ السفير الفرنسي هيرفي ماغرو على عاتقه العمل على خط عين التينة – فريق المعارضة من اجل التوصل الى صيغة مرضية لجميع الأطراف تهدف الى إيجاد آلية لحل الخلاف المستجد حول شكل وإدارة جلسات الحوار وصولاً لانتخاب رئيس للجمهورية.
الى ذلك، فإن سفراء اللجنة باتوا على قناعة تامة بأن التوافق ما بين مختلف الأطراف السياسية اللبنانية هو السبيل الوحيد لانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بإحتضان سياسي واسع يمكنه من السير بالبلاد الى بر الأمان لا سيما في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة بشكل عام ويتأثر بها لبنان.
توازياً، يظهر جلياً ان سفراء كل من فرنسا وأميركا وقطر ومصر والسعودية، يعوّلون عل المبادرة التي اطلقتها كتلة الاعتدال الوطني من اجل الدفع قدماً نحو انهاء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، لا سيما وان مضمون ما طرحته الكتلة لاقى استحساناً وقبولاً من غالبية الأفرقاء السياسيين.
ومن المتوقع ان تشهد الأيام المقبلة مزيداً من الإيجابية في الملف الرئاسي اذ تشير المعطيات الى ردود إيجابية وصلت الى اللجنة الخماسية حول خارطة الطريق الرئاسية التي أعلنت عنها عقب اجتماعها الأخير في السفارة الأميركية.
وفي سياق متصل، تتحدث مصادر مواكبة للملف الرئاسي عن التحضير لتشكيل كتلة وازنة تدعم رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه في الوصول الى الرئاسة، وتغمز من قناة الحزب التقدمي الاشتراكي والزيارات التي قام بها رئيسه السابق وليد جنبلاط الى العاصمتين الفرنسية والقطرية اضف الى التقارب في العلاقة بين بيك بنشعي وبيك المختارة.
وان كانت المصادر لا تخفي ان صعوبات وعراقيل قد تواجه هذا المقترح، تؤكد ان لا شيء مستحيلا في لبنان وتتساءل عن السبيل الى الذهاب نحو مرشح ثالث ان كان اصلاً لا يوجد مرشّح ثانٍ في وجه زعيم المرده، وتدعّم كلامها بما صدر عن السفير المصري علاء موسى في احدى المقابلات التلفزيونية حين قال: “سليمان فرنجيه هو المرشح الجدي الوحيد حتى الآن”.
من جهة أخرى، تتخوف المصادر من ان يكون لوفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين امير عبد اللهيان تأثير على الملف الرئاسي اللبناني خاصة وان طيف طهران كان يخيّم على اجتماعات الخماسية عبر لقاءات التشاور التي كانت تتم ما بين السفير السعودي وليد البخاري والسفير الإيراني مجتبى اماني.
امام كل هذه المعطيات، ورغم ان التفاؤل والامل يرافقان اللبنانيين دائماً، الا انّ إهدار المزيد من الوقت في سجالات شعبوية لا تسمن ولا تغني والتأخر في انتخاب رئيس للجمهورية من شأنه ان يجعل لبنان عرضة لفوضى شاملة، ولخطر اجتياح إسرائيلي. فإلى أي خيار سيلجأ السياسيون؟