عاد ملف النازحين السوريين ليتصدر المشهد السياسي اللبناني على وقع الاتهامات الموجهة الى الحكومة بالعمل مع الدول الأوروبية لاطالة امد بقاء النازحين السوريين في لبنان.
وفي السياق، مواعيد ثلاثة ينتظرها اللبنانيون، يتمثل الأول بتأمين الامن العام العودة الطوعية لنازحين سوريين من لبنان إلى سوريا عبر مركز القاع الحدودي، ومعبر الزمراني اليوم، وترجح المعلومات ان الدفعة ستشمل 400 سورياً قدموا طلبات للعودة. والجدير ذكره ان هذه الدفعة هي صغيرة جداً نسبة للدفعات التي كانت تتم اعادتها سابقاً والتي كان قوام كل واحدة منها 2000 نازحا سوريا.
توازياً، تتجه الانظار نحو ساحة النجمة، حيث يفتح مجلس النواب ابوابه غداً الاربعاء لجلسة نيابية تناقش هبة المليار يورو المقدمة من الاتحاد الاوروبي الى الحكومة اللبنانية، وذلك بطلب من رئيس حكومة تصريف الاعمال نحيب ميقاتي لوضع حد للمزايدات والشعبوية.
وبحسب المعلومات، فإن غالبية الكتل النيابية ستحضر الجلسة التي بحسب ما اكدت مصادر عين التينة لـ”” ستنقل مباشرة عبر شاشات التلفزة. وعليه يمكن الاستنتاج ان بعض النواب لا سيما اولئك الذين ينتمون الى كتلة الجمهورية القوية ومعهم بعض النواب التغييريين سيستفيضون في اطلاق المواقف والشعارات الشعبوية التي دأبوا يتحدثون بها منذ جريمة قتل مسؤول القوات في جبيل باسكال سليمان على ايدي سوريين.
الى ذلك، اوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري معاونه السياسي النائب علي حسن خليل لاستمزاج آراء مختلف الكتل النيابية بغية الخروج من جلسة الاربعاء بتوصية واحدة تؤكد تماسك الموقف اللبناني حيال ازمة النزوح السوري.
وتتحدث المعلومات عن سيناريوهين للجلسة النيابية فإما تكون جلسة للمناقشة وسؤال الحكومة عن فحوى تفاصيل هبة المليار يورو وما ترافق معها من شروط، او تكون جلسة مناقشة تستتبع بإقتراح قانون يصوّت عليه النواب يلزم الحكومة بعدم قبول الهبة او قبولها ضمن شروط وضوابط معينة.
وفي سياق متصل، اكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لسفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال ان وزير الخارجية عبدالله بو حبيب سيرأس وفد لبنان الى مؤتمر بروكسل الثامن نهاية الشهر الجاري تحت عنوان “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”.
هذا وكان بو حبيب قد استلم رسالة من نظيره السوري فيصل المقداد يشرح فيها موقف دمشق من المؤتمر خاصة وانه تم تغييب سوريا عن حضور الجلسات، علماً انها المعني الأول بإعادة النازحين، وبحسب الرسالة فإن سوريا تعتبر ان “المنظّمين هم السبب والمعرقل لجهود إعادة النازحين إلى وطنهم الأم”.
بين المعابر الحدودية وساحة النجمة وبروكسيل مسافات ينتظر اللبنانيون ان ينجح مسؤولوهم بإجتيازها من دون ان ينفجر في وجههم اي لغم فيما خص ازمة النزوح السوري. فالبلاد والعباد لم يعودوا قادرين على احتمال اي ضغوط على مختلف المستويات.