في فلسطين إبادة جماعية للشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل، وفي لبنان تطهير للشعب اللبناني سعياً لاستبداله بالناحين السوريين، كما أكَّد اليوم النائب نقولا الصحناوي بعد تحدثه باسم وفد "لبنان القوي" على أثر لقائه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب. ذلك أن خطر النزوح وجودي ولم يعد هذا الأمر بحاجة للحديث عنه أو شرحه أو توضيحه، بل المطلوب واحد: العودة الفورية واتخاذ كل الإجراءات القانونية والميدانية لذلك...
وتجسيداً لذلك، ومتابعةً لتوصيات المؤتمر الصحافي لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، شهد اليوم الثلثاء تحركاتٍ حافلة لتكتل "لبنان القوي". فقد جالَ وفدٌ من نوابه على كل من وزير الخارجية وسفيرة الإتحاد الأوروبي، مؤكداً رفض المساومة على حقوق لبنان ووجوده، مستفسراً عن ملابسات "الهبة" الأوروبية التي وصفت بالرشوة الفاضحة، إضافةً إلى التنبيه من المخاطر والدعوة لأن يكون الوزراء خط الدفاع الأمامي عن مصلحة لبنان. أما في سفارة الإتحاد الأوروبي، فقد أكدت النائب ندى البستاني تشديد "التكتل" على رفض بقاء النازحين وضرورة تحقيق العودة.
أما في مجلس النواب، فكان النائب جورج عطالله يعلن تقديم التكتل اقتراح قانون معجل مكرر لترحيل النازحين غير الشرعيين المقمين على الأرض اللبنانية ووقف نزوحهم. ومما جاء في نص الإقتراح، ترحيل كل شخص من الجنسية السورية كل شخص لا يحوز سنداً قانونياً أو أوراقاً ثبوتية معترف بها من السلطات اللبنانية للإقامة، وذلك خلال فترة ثلاثة أشهر. وكذلك جاء في الإقتراح أنه على السوريين طالبي العمل في لبنان أن يثبتوا أن عائلاتهم مقيمة خارج لبنان وذلك كشرط لمنح إجازة العمل على أن تكون وثائق الإثبات صادرة عن السلطات السورية المختصة وذلك خلال فترة شهرين.
وأنهى التكتل يومه الحافل ببيان أكد فيه أن جولة التكتل سيجري استكمالها بلقاء رئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال والسفارة القبرصية وبتحركات ميدانية، وهي تؤكّد تصميم التكتل على التوصل الى حلول تحظر تثبيت النازحين في أرض لبنان، بتخفيف وجود غير الشرعيين منهم". كما لفت "التكتل" إلى أنه "في ضوء التهديد الإسرائيلي بشن الحرب على رفح والسباق بين الهدنة والحرب، تتأكد الحاجة الى تحييد لبنان عن الحرب في غزة وفصل إنتخابات الرئاسة عن أحداث الخارج". وفي ملف الرئاسة شدد "لبنان القوي" على أن "عدم الإتفاق على إسم الرئيس والإمتناع عن عقد جلسة إنتخابات مفتوحة تجعل المراوحة في الاستحقاق الرئاسي سبباً في تعميق الإنهيار وضرب التوازن وتفكيك المؤسسات".
وفي سياق مواكبة "التيار" الشعبية لأزمة النزوح، بدأت التحضيرات لتحرك ميداني كبير ونوعي في اليومين المقبلين، تحت عنوان التمسك بلبنان وطناً لا أرضاً للبيع أو التأجير. كما أن التحرك الكبير من المتوقع استكماله بتحركات متواصلة ومستمرة، بما يؤكد إصرار "التيار" على تجسيد المواقف تحركاتٍ وخطوات عملية، لا استلحاقية كما يفعل بعض المستفيقين مؤخراً.
على خط آخر، تواصلت الإعتداءات الإسرائيلية على رفح، وسط تأكيد قيادات الحرب الإسرائيليين إصرارهم على الضغط العسكري، في الوقت الذي عادت فيه الفصائل الفلسطينية إلى إطلاق صليات صاورخية كثيفة في اتجاه مستوطنات غلاف غزة، مع توتر إسرائيلي من عودة هذه الأنشطة الصاروخية التي توقفت منذ فترة ليست بقصيرة. كما قالت كتائب القسام إنها قصفت قوات الاحتلال المتوغلة شرقي المعبر بقذائف هاون من العيار الثقيل.
وفي المواقف الدولية، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من عواقب كارثية لاجتياح رفح، في الوقت الذي جدد فيه الرئيس الأميركي جو بايدن تأكيد دعم بلاده لإسرائيل على الرغم من الخلافات.