فجأة وبسحر ساحر أصبح النزوح السوري جريمة موصوفة وخطر وجودي يجب التصدي له باسرع وقت ممكن، وطغى ملفه على كل الاستحقاقات والتطورات الداخلية وبدأ الثنائي المسيحي اللدود يزايد على بعضه البعض بهذا الملف المتشعب من دون ان يقدم اي خطة ناجعة لحله.
قصف على جبهة معراب ـ البياضة تتطاير شظاياه الطائفية ليس على أمن المجتمع المسيحي الذي كان فوق كل اعتبار، بل على أمن كل اللبنانيين الذين ذاقوا الامرين من سباقات الاثنين للتحكم بالسلطة وتنفيذ اجنداتهما الخاصة.
في هذا الملف بالذات، وان كان يسجل للنائب جبران باسيل انه لفت الى خطورة هذا الموضوع منذ بدايته الا انه يسجل عليه ايضا انه كان في موقع السلطة والمؤثر الاول على عمه رئيس الجمهورية ميشال عون ولم يبادر الى معالجته بل اكتفى باطلاق الخطابات الشعبوية التي لا تعيد نازح ولا تنظم وجوده.
اما بالنسبة الى سمير جعجع الذي يتباكى اليوم على لبنان ويعتبر النزوح السوري خطرا وجوديا قد يؤدي الى خسارتنا لوطننا فهو كان اول المرحبين بهذا النزوح واول المهللين له واول المتصدين لاعادة النازحين تحت حجة لا عودة لهم قبل اسقاط الرئيس الاسد محدداً سنة 2012 لذلك والا فسيحلق شاربه على الهواء مباشرة.
غريب امر هذا الثنائي الذي يعتبر غيره من المسيحيين فراطة، فيما هو اول من فرّط بهم سواء عبر حروب الالغاء والتحرير او عبر ايصال ليس فقط المسيحيين بل كل البلد الى جهنم وعبر زجهم في مغامرات ادت الى تهجير ممنهج للشباب المسيحي ليبقى السؤال هل بالمزايدات والتحريض وخلق بلبلة يتم حل الملفات الشائكة؟، ام عبر خطة مدروسة تبدأ بتخفيف الاحتقان ومعالجة الملف بتروٍ مع الجهات المعنية انطلاقا بالمفوضية الاوروبية مرورا بالدولة السورية وصولا الى إجراءات تتخذ من قبل الدولة اللبنانية.
يقول سياسي بارز لـ””: انه يجب تجزئة هذا الملف والعمل على حل كل جزء منه، سواء لجهة ضبط وجود النازحين، أو لجهة العمل على تأمين عودتهم والضغط لرفع الحظر عن سوريا لتتنفس اقتصادياً، والسعي لدى الدول المانحة لمساعدتهم في بلدهم وليس في البلد المضيف لان بقاءهم يشكل خطرا امنيا واقتصاديا واجتماعيا لا طاقة للبنان على حمله.
ويضيف السياسي قائلا: ان الملف دقيق فهناك لبنانيون يستفيدون ماليا من الوجود السوري، وهناك جهات لا نريد عودتهم، وهناك بلديات لا قدرة لها على التعامل مع وجودهم تنظيميا وبيئيا لناحية البنى التحتية ورفع النفايات، كما هناك تحريض ومزايدات، وهناك حوادث امنية وجرائم.
ويتابع: ان الاهم من كل ذلك ان يكون هناك قرار سياسي بفتح قناة رسمية مع الدولة السورية لمعالجة هذا الملف، متسائلا عن اسباب فتحه اليوم فيما الخطر جاثم منذ سنوات؟.
ولفت قائلاً: الخوف هو ان يكون الثنائي المسيحي الذي يختلف حول كل الامور يحاول تحقيق مكاسب رئاسية وشعبوية على حساب هذا الملف من خلال فتحه واغلاقه موسميا؟!..