هو مسار انطلق ولا يمكنه العودة إلى الوراء.. فالتيار الذي قاد وبادر للتحذير من النزوح السوري منذ بدء أعنف حرب في المشرق منذ الحرب العالمية الثانية، لا يزال يواصل خطواته وعلى كل المستويات، لمعالجة المعضلة الوجودية المتمثلة بالنزوح السوري. ولا شك أن من واجه كل محاولات السيطرة الخارجية، لن يعجزه مقاومة السيطرة الجديدة، والمرعية دولياً وأوروبياً، لحفظ الكيان اللبناني وديمومته.
وبعد أن أطلق رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل إشارة الخطوات الجديدة، سياسياً ودبلوماسياً وبلدياً وشعبياً، يباشر وفد من "لبنان القوي" ابتداء من غد الثلثاء، جولة على المسؤولين وسفارتي الإتحاد الأوروبي وقبرص. وتشمل الجولة هذا الأسبوع غداً وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وسفيرة الإتحاد الأوروبي، على أن تستكمل الخميس بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
في هذا الوقت، تتعز الهواجس اللبنانية من استمرار الجرائم والعنف في المناطق اللبنانية، والعائد في كثير من الأحيان لنازحين سوريين، من دون أن يعني ذلك تعميم الصورة النمطية على جميع النازحين. لكن ذلك يؤشر إلى ضرورة تعزيز المسارات القانونية والرسمية لتفعيل العودة إلى سوريا، في ظل كل الخلط الحاصل، والسعي الأوروبي لفتح نوافذ "تهجيرية" للبنانيين.
على خط مواز، وفي الشق الإقليمي، برز خبر بالغ الأهمية من القاهرة، إذ أعلن عن موافقة حركة "حماس" عبر اسماعيل هنية الذي أبلغ رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، موافقة الحركة على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.