لم يكن متوقعاً أكثر من ذلك. فعلى الرغم من الحديث المتواتر عن بداية تغيير سياسة أوروبا تجاه النزوح السوري إلى لبنان، بما في ذلك تفاؤل الرئيس نبيه بري اليوم الخميس، فإن الترجمة العملية تؤكد استمرار مخاوق اللبنانيين.
فجولة رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون ديرلاين، على المسؤولين، تمخّضت فولدت مجرد "فأر" الرشوة الجديدة التي يقدمونها، حماية لمصالح أورروبا فحسب، وسعياً لحل مشكلاتها على حساب وجود لبنان وكيانه. والأنكى، أن الرشوة مقتصرة على مليار دولار لسنوات ثلاثة حتى ال٢٠٢٧، في الوقت الذي تبلغ فيه خسائر لبنان من النزوح عشرات المليارات من الدولارات.
وما يعني لبنان أي العودة الفورية، الآمنة وليس الطوعية، بما تتطلبه من تعزيز للتواصل مع سوريا، لا تزال أوروبا قاصرة عن الإعتراف بها، وبالتالي رمي كرة النزوح لدى لبنان المُثقَل والمكسور بالأزمة المالية والإقتصادية الحادة.
وخلاصة جولة اليوم، أن على لبنان ومجتمعه أن يتكل على نفسه فحسب، والمبادرة إلى خطوات ذاتيةٍ سيادية، تستند على تطبيق القوانين فوراً على كل المخالفين، وتصنيف النازحين الإقتصاديين، والتشدّد على الحدود والمعابر البرية.
والرشوة الأوروبية، كانت أثارت ردود فعل قاسية، تحديداً لدى التيار الوطني الحر. فبادر نوابه وكوادره إلى الإعلان عن رفض سياسة الرشاوى، ودعوة أوروبا إلى حل مشكلة النزوح السوري على حسابها، كما شددوا على أنه لا يمكنُ لبنان أن يتحول حرس حدود أوروبا.
في هذا الوقت وعلى خط مواز، خفت اليوم حدة الحرب الجنوبية، واقتصرت على غارات إسرائيلية متفرّقة. أما في مساعي الهدنة في غزة فقد برزت إشارات إيجابية من حركة "حماس"، ما يبقي كرة التعنت لدى بنيامين نتنياهو وحكومة حربه.