أنهى التمديد للبلديات في مجلس النواب اليوم الخميس نقاشاً عبثياً سادَته المزايدات الفارغة وخاصة من قبل حزب "القوات" وبعض النواب المعارضين. بالأحرى، يفضح هذا التمديد التناقض العميق بين وضع ركائز السلطة في المجتمع وهي البلدية أمام خطر الفراغ والفوضى، وبين المسارعة للتمديد على رأس المؤسسة العسكرية التي لا فراغ فيها بسبب التراتبية.
على أن الجواب الحاسم أتى على لسان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي شدد على حضور تكتل "لبنان القوي" لإقرار بندين طارئين فحسب، أحدهما التمديد للبلديات، مؤكداً انسجام "التيار" مع نفسه.
وأوضح باسيل أن حضور "الجلسة لأننا ملتزمون بشكل ثابت "بلا طلوع ونزول" بموضوع تشريع الضرورة"، معيداً التذكير بأنه "في موضوع البلديات والمخاتير كنا امام خيارين: اما الفراغ الكامل واما عدم التمديد والذهاب الى انتخابات لن تحصل"، مشيراً إلى أنه "يمكن تعداد كل الاسباب التي تؤكد ان الحكومة لم تكن جاهزة وكل كلام آخر تهرب من المسؤولية ومزايدة وشعبوية لا لزوم لها".
والأهم، أن توضيحات باسيل اقترنت بالكشف عن اقتراح تكتل "لبنان القوي" "إدخال تعديل على قانون التمديد لتفعيل العمل البلدي هذه السنة ادارياً وماليا ولكن الامر لم يمر للأسف".
أما تصريح النائب غسان عطالله، فقد فضح مزايدات "القوات" وغيرها من القوى السياسية، عندما سلّط الضوء على عدم ترشيح المزايدين أياً من مناصريهم للإنتخابات البلدية. وزاد عطالله في حشر المزايدين بالتوجه إليهم بالقول: "خوفاً منا من أن تكون مواقفكم في الانتخابات البلدية والاختيارية تشبه مواقفكم في النزوح السوري، لن ننتظر ١٢ عاماً حتى تعرفوا أن قرارنا كان صائباً وقراركم كان خاطئاً بعدما يكون قد تحلل كل شيء"!
وفي وقت كان رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع يعيد التصويب على "التيار الوطني الحر" وفريق "الممانعة"، أتاه رد ولو غير موجه مباشرة، عبر النقد الذاتي الذي دعا إليه نائب الكورة أديب عبد المسيح الذي كتب عبر منصة "اكس": "اسمحوا لي ان اسجل نقدا ذاتيا، نحن كقوى معارضة شاركنا بشكل غير مباشر بالتمديد للبلديات، القوى السياسية سلمت للأمر الواقع ولم تتخذ إجراءات جدية لمساعدة وزير الداخلية حينما دعا الهيئات الناخبة، لم يشهد مثلا قضاء الكورة أي ترشيح وبالتالي لم نقم بحملة جدية على الأرض لمنع التمديد بل سلمنا أمرنا للبيانات الصحفية".
في هذا الوقت، يترقّب لبنان زيارة وزير الخارجية الفرنسي سيجورنيه السبت المقبل، لتبين حقيقة مسعى فرنسا لوقف الحرب في الجنوب، في ظل تواتر المعلومات عن فرص لتنفيذ هذا المسعى.
وفي إطار المساعي الرئاسية، حطت اليوم كتلة "الإعتدال" في السرايا الحكومية حيث عرضت نتائج حركتها مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.