في الجنوب تتصاعد الحرب كماً ونوعاً، في الوقت الذي واصلَ فيه حزب الله توجيه رسائل الخطوط الحمر للعدو الإسرائيلي، فطالتْ يده اليوم الثلثاء عكا للمرة الأولى بالمسيّرات، ما عزّز التوتر في الداخل الإسرائيلي على مستوى حكومة الحرب والمستوطنين النازحين من الشمال.
وفيما النار مشتعلة، يغرق الوسط السياسي اللبناني في جدلٍ بيزنطي عَبثي حول إجراء الإنتخابات البلدية، من دون أن تشرح حكومة تصريف الأعمال، أو المزايدون من نواب "القوات" أو المعارضة، كيفية إجراء هذه الإنتخابات بين نارَي الجنوب وتعثر وزارة الداخلية.
ففي سياق تأكيد موقف التيار الوطني الحر الذي اجتمعت هيئته السياسية اليوم، كشفت نائب رئيس "التيار" للشؤون السياسية مارتين كتيلي أنّ الأسباب اللوجستية والأمنية بما فيها عدم وجود حماسة للترشح وانعدام الإستعدادات على مستوى المحافظين والقائمقامين والموظفين، تمنع إجراء هذه الإنتخابات. وبالتالي أوضحت كتيلي أن "التيار" سيتجه إلى رفض الفراغ البلدي في جلسة الخميس، ولكن بالتوازي مع تفعيل البلديات مع اقتراح تعديل قانونها.
أما في السياق الرئاسي، فتواصل اللجنة الخماسية بث أجواء التفاؤل بوصول الحوارات والمشاورات إلى نتيجة إيجابية. وفي وقت حطّت اليوم لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد السفير المصري علاء موسى بعد اللقاء أن الأجواء جيدة، لافتاً إلى أن "عنوان "الخماسية" هو التسهيل بين الأطراف لتقريب وجهات النظر والردّ على استفساراتها".
وعلى خط مواز كشف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنه أبلغ وفد كتلة الاعتدال الذي زاره اليوم الثلثاء "أن الأساس هو التوافق على رئيس إصلاحي وسيادي ووطني. امّا إذا تعذّر ذلك، فإنّ التنافس الديمقراطي، من خلال التصويت، يبقى أفضل بكثير من الفراغ".
وأضح باسيل في تغريدة له أنه "مع استمرار تعاطينا الإيجابي مع المبادرة المطروحة، نرى أن الشكليات، على أهميتها أحياناً، يمكننا الترفّع عنها إذا كانت النتيجة مضمونة بالتوصل إلى انتخاب رئيس. وقال: "لكي يتم ذلك، يجب ضمان حصول جلسة الانتخاب من خلال التزام الأطراف المشاركة بورقة مكتوبة توضح كل النقاط المتفق عليها، على أن تعطى الأولوية لتوافق المشاركين على اسم واحد، خلال فترة محددة بثلاثة أيام مثلًا. وإذا تعذّر ذلك، فمن خلال جلسات انتخاب متتالية في دورات متتالية لفترة ثلاثة أيام خلال اسبوع".
وأضاف باسيل: وفي حال تعذّر وصول اي مرشح إلى سقف ال65 صوتاً خلال هذه الدورات، اعطينا افكاراً لكيفية ضمان حصول ذلك في الاسبوع الذي يلي.
يبقى الأهم هو الالتزام العلني والواضح من المشاركين: اوّلًا بالسعي إلى التوافق، وثانيًا بعدم مقاطعة جلسات الانتخاب، وثالثًا بالالتزام بالتصويت المتفق عليه في الاسبوع الذي يلي.
وختم باسيل: هكذا إذا صدقت النوايا يكون لنا رئيس للجمهورية".