تعيش معظم القوى السياسية اللبنانية كذبتها، وتصدقها أو تتظاهر بذلك. تدرك الحقيقة، لكنها تستعملها للمزايدة أمام جمهورها، من دون أن تقدم بدائل عملية.
وهذا أكثر ما ينطبق على خطاب الإنتخابات البلدية، التي وللمفارقة، قدم اليوم الإثنين وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال قرار دعوة الهيئات الناخبة في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل، في الوقت الذي تترصد فيه جلسة الخميس النيابية هذا القرار.
وبين تقاذف المسؤوليات تشريعياً وحكومياً وفي ظل استمرار شماعة المزايدات من قبل "القوات" وبعض القوى المعارِضة، تكمُن الحقيقة لدى قدرة الدولة وحكومة تصريف الأعمال على إجراء الإنتخابات الفعلية، مع استمرار الحرب في الجنوب والإنقسام السياسي.
أما في يوميات الحرب الإسرائيلية، فتبقى وحتى تبلور جهد دولي فعال لوقفها، في تصاعد مستمر ومدٍ وجزر. واليوم عادت التهديدات الإسرائيلية لترتفع نبرتها مع إسقاط حزب الله مسيرة جديدة واستهدافه بنجاح عدداً من تجمعات جنود الإحتلال الإسرائيلي.
وفي المواقف الدولية أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أخبر نظيره بنيامين نتنياهو هاتفيًّا أن باريس مصممة على تجنب تصعيد الصراع الإقليمي في المنطقة، وان ماكرون "أعاد التأكيد أن فرنسا تعمل على نزع فتيل التصعيد بين إسرائيل ولبنان وعازمة على تعزيز الإجراءات ضد ما وصفه بمحاولات إيران زعزعة استقرار المنطقة".
وفي هذا السياق أكد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بعد لقائه نائب رئيس هيئة الأركان البريطانية هارفي سميث، أن لبنان لا يريد الحرب التي لا تزال هي المسيطرة على المشهد حتى الآن، مشدداً بأن الحلول الدبلوماسية المبنية على الشرعية الدولية والقرارات الاممية تشكل الباب الوحيد لضمان السلم والاستقرار الدوليين".