يبدو حتى الان ان الطريق الى قصر بعبدا ليست سالكة، وان دون وصول اي مرشح الى كرسي الرئاسة الاولى عقبات عديدة لم يذلل اي منها رغم الجهود المكثفة على اكثر من صعيد ولكنها بمعظمها كمن يصارع طواحين الهواء.
من يعطل انتخاب رئيس للجمهورية؟ الجواب عند الجميع الفريق الاخر، والكل يغسل يديه من وضع العصي في الدواليب، فيما الحقيقة ان الاقطاب الثلاثة من الطائفة المارونية هم اساس التعطيل، بادىء ذي بدء لانهم يعملون وفق انا او لا احد، وثانيا لانهم ان اتفقوا فيكون لعرقلة وصول غيرهم، وثالثاً والاهم انهم يحاولون قوقعة المسيحيين وشيطنة اي مرشح وطني لا يتماشى مع مشاريعهم.
بالامس قصد رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، وهو المرشح الجدي الوحيد حتى اليوم، الصرح البطريركي قاطعاً الطريق امام كل التأويلات والاشاعات التي اطلقتها الجيوش الالكترونية لهؤلاء الاقطاب حول انه على خلاف مع بكركي وان الاخيرة انزعجت من عدم مشاركته في الاجتماعات الاخيرة تحت سقفها.
عن ماذا تحدث الرجل امام سيد الصرح؟ بالتأكيد كانت الصراحة سمة كل المواضيع التي طرحت على الطاولة والتي تشكل موضع خلاف سياسي، وبالتأكيد كان ترحيب بابن البيت الذي يقول الاشياء كما هي من دون لف او دوران، وبالتأكيد ايضاً وايضاً ان البطريرك الراعي قدر له كما كل مرة صدقه ووضوحه.
ماذا بامكان سليمان فرنجيه ان يفعل اكثر مما فعل طوال تاريخه السياسي للمسيحيين؟.
سؤال موجع لان كل ما يفعله فرنجيه يصب في مصلحة اللبنانيين جميعاً وليس فقط المسيحيين الذين استشهد وهاجر منهم الكثير بفعل ما جره عليهم، مدّعو الحفاظ على امنهم ومستقبلهم، من ويلات واقتتال بين بعضهم البعض.
“يختلفون على كل شيء ويتفقون فقط على ابعادي” عبارة شهيرة لسليمان فرنجيه الذي لم ينكث يوما ما تعهد به فيما هم نكثوا بما اتفقوا عليه في ظل عباءة بكركي.
معه حق سليمان فرنجيه لان خلافاتهم كثيرة ورؤيتهم للامور ليست متشابهة وجل ما يقلقهم ويستدعي تشابك اياديهم هو خوفهم من وصوله ليس لانه مدعوم من الثنائي الشيعي او لانه يؤيد المقاومة وصديق سوريا بل لانه يقوم بما يمليه عليه ضميره وعروبته ومسيحيّته ووطنيته ولانهم يخشون ان ينجح حيث فشلوا هم.