بعد طول انتظار وترقب، وتحليلات وتساؤلات حول مصير الإنتخابات البلدية المرتقبة الشهر المقبل، بعدما حدّد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي موعد أول جولتين من هذه الإنتخابات في محافظة جبل لبنان في 12 أيّار المقبل، وفي 19 من الشهر نفسه في محافظتي عكّار والشّمال، وضع رئيس مجلس النوّاب حدّاً لكل هذه التكهنات، مؤكّداً بما لا يقبل الشّك أنّه لا يحبذ إجراء الإنتخابات المحلية بموعدها، وتأجيلها بسبب الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان، بانتظار ظروف أفضل.
هذا الحسم الذي أبداه رئيس المجلس جاء بعدما تقدم رئيس لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد، يوم الإثنين الماضي، باقتراح القانون المعجّل المكرر لتمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية، على أن تحدّد هيئة مكتب مجلس النواب، التي دعاها برّي للإجتماع اليوم، موعد هذه الجلسة، وسط توقعات بأن تعقد الجلسة التشريعية الأسبوع المقبل.
هذه التطوّرات على هذا الصعيد دفع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى اتهام “محور الممانعة” وحلفائه، وبالأخص التيّار الوطني الحرّ، “لا يريدون إجراء الإنتخابات البلدية في موعدها، وتأجيلها حتى إشعار آخر”، “بحجة العمليات العسكرية الدائرة في الجنوب” حسب قوله، معتبراً أنّ “تعطيل الإنتخابات البلدية والإختيارية مرة جديدة، هو طعنة إضافية في الجسم اللبناني الذي يعاني الكثير أصلا، وجريمة موصوفة بحق المواطن، كما بحق الدولة ومؤسساتها”.
موقف جعجع تزامن مع موقف لرئيس التيّار الوطني الحرّ جبران باسيل، أشار فيه إلى أنّ “السؤال ليس إذا كان التيار جاهز للبلديّات، السؤال إذا الحكومة ووزارة الداخلية جاهزين”، مضيفاً: “نحن لدينا عدّة مؤشّرات لعدم الجهوزية، وهي عدم عقد أي إجتماع للمحافظين مع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، وعدم عقد أيّ إجتماع على مستوى المحافظات مع القائمقامين”، ومشيراً إلى أنّه “على بعد 3 أسابيع ونصف من الإنتخابات، لم تسجّل أي حركة فعلية أو ترشيحات رسمية وغير رسمية، كما أنّ وجود رجل الإنتخابات العميد إلياس خوري خارج المنصب وخارج الوزارة وخارج لبنان، وعدم وجود أيّ إستعدادات لوجستية داخل الوزارة أو داخل المحافظات والأقضية”.
كلّ ذلك دفع برّي إلى التأكيد أنه “لن تحصل إنتخابات بلدية من دون الجنوب”، مضيفاً: “بده يستوعب جعجع أنا مش مستعد أفصل الجنوب عن لبنان”، ومعتبراً بأنّ “الخطورة في كلام جعجع هو عن الفيدرالية، وهذا يعني أننا ما نزال في حالات حتماً”.
موقف برّي الحاسم جاء بعد دعوات من قبل جعجع وحلفائه حضّوا فيها على ضرورة إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية في موعدها، مع تأجيل إجرائها في المحافظات والمناطق التي تشهد إعتداءات إسرائيلية عليها، وهي دعوات رفضتها قوى وشخصيات سياسية عدّة إعتبرت أنّ لبنان ليس بلداً كونفيدرالياً، وأنّ الدعوات لإجراء الإنتخابات المحلية شعبوية وليست واقعية، كما أنّ إتصالات من تحت يجريها المتمسكون بإجراء الإنتخابات من اجل تأجيلها إلى موعد آخر، وتمديد ولاية المجالس البلدية، سنة على أقل تقدير.