لا خلاف أن مسلسل " ع أمل" حقق متابعة وجدلية معاً، ولكن، ومن أجل الموضوعية عاب العمل النص القصة السيناريو، ورغم جهود المخرج في لملمته، ومن ثم إعادة هيكليته لم يوفق كثيراً خاصة في توضيب السيناريو الغريب عن البيئة واللهجة والحياة اللبنانية، ومفرداته من كوكب بعيد، ولكن المخرج رامي حنا ذهب إلى أمور فنية ثانية وبتميز منها إدارة الممثلين النجوم والشباب، والاهتمام بالصورة بالإضافة وبالألوان وبالسينوغرافيا التلفزيونية التي تحسب له هذا العام عن كل الدراما العربية!
رامي في هذا العمل ترفع له القبعة، وقدم تجربة إخراجية شيقة وموفقة وصعبة.
التأليف أو النص نادين جابر، والغريب أن العمل بقصته بحكايته "فوتو كوبي" عن مسلسل تركي من ثمانية حلقات بإسم " طموح أعمى"، ومن يتذكر مسلسل "للموت" لذات المؤلفة والمنتج والبطولة مأخوذ حتى لا أقول مسروق وإذا تم الترقيع نقول "إقتباس" من عمل اسباني، وعلى ما يبدو الكاتبة معتادة ذلك وإلا ما سبب الأفكار الحكايات المشتركة؟
وللأسف تحت كذبة "الاقتباس" نستسهل لملمة افكار غيرنا، وهذه العلة أصبحت موضة في الدراما العربية وبالتحديد في لبنان!
وبما أن العمل فوتو كوبي أو توارد أفكار فأمر طبيعي أن يكون الحوار بمفرداته لا علاقة له بالواقع، ومهما تم الترقيع والتدخل والاضافات وخلق خطوط خاصة من قبل المخرج يصبح العمل هجيناً كحال نص " ع أمل"!
نعم نحن في لبنان نعاني من النص القصة السيناريست مع إن الوطن أكثر من متخم بالحكايات، ونعاني أيضاً من غياب المخرج، وللأسف لدينا منظرين وقلة قليلة جداً لديها موهبة الإخراج ولكنها لا تعمل، وهذا يتطلب دائماً الاستعانة بمخرجين من سوريا أو مصر، وما أن ينجح المخرج اللبناني حتى يصبح مغروراً يقلد نجوم الشهرة، ويبدأ بفرض عضلاته وبالتنظير دون أن يفقه بما يقرأ ليخرج، وهذه علة الغالبية!
*** "ع أمل" عمل مشترك فيه كوكبة من الممثلين الجيدين، وأهمس بإذن ماغي بو غصن رغم تميزها في دورها، إلا أن تجسيد هكذا شخصيات "إم عنتر" بهكذا نمطية لم يعد يليق بها، والتنويع ضرورة من أجل الاستمرارية!