هي الحرب التي تلقي بظلالها على الوضعين الجنوبي الميداني، وعلى الوضع السياسي. رهاناتٌ على استطالة أمد الحرب في غزة، خاصة في ظل الإدارة الأميركية الدقيقة لحدود جنون نتنياهو من جهة، والتموين المستمر بالذخائر من جهة ثانية. وفي لبنان حالات انتظارية، فمنهم من يراهن على نتائج الحرب لفرض مرشحه، والبعض الآخر يراهن على "انتصارات" إسرائيلية مفترضة لفرض مرشح آخر، كما لفت إلى ذلك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ومنهم ما بدّل تبديلا في الرهان على التفاهم الداخلي، وهؤلاء يتمثلون بخيار "التيار" تحديداً.

الصمت والإنتظار والبلبلة، جدران خرقها باسيل بمواقف بالغة الوضوح لجميع من يعينهم الأمر، ومن بوابة صحيفة "الأنباء" الكويتية. فرئيس "التيار" طوّر المساعي لحماية لبنان إلى الدعوة لوقف إطلاق النار من الجنوب، مع التمني على المساعدة في ذلك لمن يرغب من الدول. الموقف الذي لا يتجاهل التضامن مع حزب الله تجاه أي عدوان خارجي،
وفي الملفات الداخلية أوضح باسيل نقاط التواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، من دون أن يفته في سياق الحديث عن رمي الكرة في ملعب المسيحيين، إلى أن هؤلاء ينتظرون موقفاً من استباحة حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي كل الدساتير والقوانين والأعراف.
تأكيد خيار التفاهم للوصول الى انتخابات رئاسية، أكده باسيل لأن لا خيار بديلاً، مشدداً على محورية الطائف والإنطلاق منه لتحقيق "إصلاح كبير لن يحصل في ظل نظامنا الحالي"، وليس بتغيير الطائف.
والمحوري أيضاً يبقى الخطر الوجودي الذي يهدد الكيان اللبناني ويطال المكون المسيحي فيه. فسأل باسيل مذكّراً من تواطأ وراهن على إسقاط حالة "التيار": «ألم يتعلموا أن السكوت أو القبول بأشياء تطالنا سيعود بالضرر عليهم كما حصل في 1990، يوم أطيح بالعماد ميشال عون (رئيس الحكومة العسكرية وقتذاك)، وأصابهم بعدها ما يعرفه الجميع من أوسع ضرر؟»

على خط مواز، كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يعلن التضامن مع ضحايا الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، ويوجه المزيد من الرسائل للعدو الإسرائيلي. نصر الله اعتبر في ذكرى "يوم القدس" أن الرهان على انتظار تطورات الإقليم مفاوضاتٍ أميركية – إيرانية، هو محض "كلامٍ بكلام"، لكن اللافت كان التشديد مجدداً على أن إيران لا تتخلى عن "المظلومين والأصدقاء"، داعياً هؤلاء إلى "الإطمئنان".

في هذا الوقت بقيت أزمة النزوح السوري والتوجس الأوروبي محور المواقف سواء مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الذي أكد ضرورة تغيير مقاربة التعاطي مع هذا الملف، ام لدى وزير الشؤون الإجتماعية هيكتور حجار الذي اشار الى ان الهجرة غير الشرعية تدخلنا في أزمة ديبلوماسية مع أوروبا.

اقتصادياً طمأن المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي محمود محيي الدين بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى استمرار الاتفاق مع الصندوق، ونفى ان يكون لدى الصندوق اي اتجاه لالغاء الاتفاق الموقع مع لبنان".