مع حلول نهاية الأسبوع، تنهي الحرب على غزة شهرها السادس من دون ان تلوح في الأفق أي بارقة امل بقرب انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع او حتى التوصل الى وقف ولو مؤقت لاطلاق النار يسمح للفلسطينيين بإلتقاط انفاسهم لدفن شهدائهم ولملمة جراحهم.
كل هذا والمفاوضات المستمرة منذ ما قبل شهر رمضان، بوساطة قطرية – مصرية – أميركية، لا تزال تراوح مكانها في ظل رفض الجانب الإسرائيلي للشروط المقدمة من قبل حركة حماس.
في السياق، تشير مصادر مقربة من حركة حماس الى ان العدو الإسرائيلي يحاول جاهداً تحميل المقاومة مسؤولية فشل المفاوضات في محاولة منه لتحسين صورته امام الرأي العام الداخلي، اذ باتت المشاكل تلاحق المسؤولين الإسرائيليين داخل الكيان المحتل في كل الاتجاهات.
وتلفت الى ان محاولة تظهير ملف الاسرى على انه جزء من المفاوضات امر غير منطقي، فللمقاومة شروط أربعة هي: وقف اطلاق النار بشكل نهائي، إعادة السكان النازحين الى غزة والشمال، ادخال المساعدات وإعادة الاعمار. وتلفت المصادر الى انه من الطبيعي بعد تحقيق هذه الشروط ان تتم عملية تبادل الاسرى.
الى ذلك، تلفت المصادر الى ان مصير مفاوضات الهدنة مرتبط بمدى تجاوب الجانب الإسرائيلي. واضعة الكرة في ملعب الحكومة الإسرائيلية التي بيدها إطالة أمد الحرب او وقفها لا سيما وان حركة حماس قد أدت “قسطها للعلى” في الجولات التفاوضية السابقة وهي لا تزال تبدي رغبتها في إنجاح الجولة الجديدة هذه، شرط التزام حكومة نتنياهو بذلك.
توازياً، تشير المعلومات الى ان اقدام رئيس وزراء العدو بينامين نتنياهو على ارسال وفدين الى كل من الدوحة والقاهرة للمشاركة في المفاوضات الجارية مع حركة حماس، ما هو الا فصل جديد من فصول المناورة التي يقوم بها لكسب المزيد من الوقت في محاولة واهية لتحقيق اهداف ميدانية جديدة ابرزها التوصل الى آلية لاخلاء مدينة رفح قبل اقتحامها عسكرياً. كما يسعى من خلال خطوته هذه على امتصاص غضب عدد من وزراء حكومته الذين لا ينفكون يطالبونه بتوقيع اتفاق لتبادل الاسرى.
اذاً، لا جديد تحت شمس غزة سوى مزيد من الدمار والشهداء. وفيما العدو الإسرائيلي يمعن اجراماً، تبقى الكلمة الفصل للميدان العسكري الذي سيثبت ان النصر هو لاهل الأرض، اهل الحق في وجه الظلم، فعساها مع قيامة السيد المسيح تكون قيامة فلسطين.