في قلب مدينة طرابلس يقع سوق البازركان أشهر و أقدم اسواق المدينة حيث يعود تاريخه الى القرن السابع عشر.
لقرون ثلاثة عاند سوق البازركان الزمن والتطور العمراني ليبقى محافظاً على هيكله التاريخي من أزقة وقناطر ومحال تجارية ليشكل احد اهم الاسواق التجارية حيث كان يجتمع فيه الزبائن من كل المناطق لشراء حاجياتهم لا سيما الأقمشة وأدوات الخياطة بما في ذلك الملابس التقليدية والمنسوجات والحبوب والتوابل وحتى يومنا هذا لايزال سوق البازركان مقصداً لشريحة واسعة من الناس حيث يجد المتسوقون فيه كل ما يحتاجونه.
تسمية السوق مركبة من كلمتين الأولى “بازار” وتعني السوق بالفارسية والثانية “كان” وتعني تاجر والمقصود بها سوق التجار لتدخل التركية عليها وتصبح مجمل الكلمة “سوق الأكابر والأعيان”.
ينتمي طراز سوق البازركان الى العصر المملوكي ثم ادخل العثمانيون عليه بعض التعديلات الهندسية التي جعلت منه معلماً اثرياً مميزاً و مقصدا للسائحين من كل الجنسيات العربية والاجنبية.
يعتبر سوق البازركان تحفة اثرية وسوق تراثي ناشط لاسيما في موسم الأعياد، وهو يلعب
دوراً اقتصادياً بارزا في الحياة الاقتصادية والتجارية في طرابلس وفي حركتها السياحية والثقافية.
تنتشر على جانبي السوق محال تجارية متجانسة مع بعضها البعض بأبوابها الخشبية المرصعة بالنقوش عارضة بضاعتها المختلفة خاصة الأقمشة والأزرار والعقود وأربطة الشعر النسائية اضافة الى الثياب والأحذية والبياضات وغيرها.
جريدة “” جالت داخل السوق واستطلعت اراء المواطنين والتجار، ورصدت تحركاتهم التي بدأت تنشط يوماً بعد يوم مع إقتراب عيد الفطر السعيد.
تتجول لينا و أولادها الثلاثة من محل الى آخر لشراء ثياب العيد، وتقول لينا: “الأجواء في شهر رمضان في طرابلس جداً مميزة ونشعر بالفرح خلال تجوالنا بعد أن افتقدناه لسنوات واليوم تعود المدينة الى تألقها”.
وتضيف: “أقصد سوق البازركان في كل عام لأشتري منه ملابس و أحذية العيد وذلك بسبب الأسعار المقبولة ولا أضطر للبحث كثيرا لاجد طلبي هنا”
ولفت أحمد صاحب احد المحال لبيع الملابس في السوق “الى أن الاسعار هذه السنة معقولة والعروضات التي نقوم بها لا يرى الزبون مثلها في أسواق أخرى، وبالتالي تستطيع أي عائلة شراء حاجياتها أضف الى ذلك نحن اصحاب المحال التجارية دائما ما نركز على البضائع التركية التي تباع بأسعار تنافسية.
كمال صاحب محل لبيع الأحذية يقول: “حركة البيع هذا العام مقبولة لا سيما وأننا لازلنا في بداية موسم العيد”
ويضيف: سوق البازركان معروف بوجودة مبيعاته وكثيرون يقصدونه للشراء ومن لا يشتري يتجول في ارجائه للتمتع بتراثه، وأعرف سيدة زبونتي لا تشتري سوى من هنا وهي تقصد سوق البازركان من مسكنها في باب التبانة لشراء ما تيسر من ألبسة واحذية لان الأسعار أقل بكثير مقارنةً مع الأسعار في شارع عزمي مثلاً كما أننا نستجيب إلى المفاصلة على الأسعار ومنح التخفيضات للناس”.
أكثر ما يلفت الزائر هو إستمرار السوق في المحافظة على طابعه العمراني الأثري وتُعتبر الأسواق الشعبية في طرابلس متنفسا لعامة الناس وهي نقطة إلتقاء بين الطبقات الاجتماعية كافة.