صحَّت الهواجس من العدوانية الإسرائيلية بعد إصدار مجلس الأمن أمس قراراً يدعو إلى هدنة "رمضانية". فالمسيرات التي لم تغب عن سماء البقاع طيلة نهار الثلثاء، أغارت مراتٍ عدة على المنطقة الممتدة من رأس بعلبك إلى سهل إيعات، ما أدى إلى شهداء. أما جبهة الجنوب وقراه الحدودية فكانت تشتعل بالغارات والقصف المدفعي، ما أدى إلى شهداء جدد.
على أنَّ هذه العدوانية التي استتبعت "الهدنة" الإفتراضية، لم تبقَ من دون رد. فقد أصلى حزب الله شمال فلسطين المحتلة النار بما فيه مستوطنات تدخل الإستهداف للمرة الأولى من "7 تشرين"، وضربَ قاعدة ميرون الإستراتيجية كما وصلت الصواريخ إلى مشارف طبريا وصفد.
العدوانية الإسرائيلية تكرست بالتصريحات الجديدة لوزراء حكومة الحرب ورئيسها. فنتنياهو جدد القول ألا وقف للنار قبل تحقيق ما يعتبره "أهداف الحرب"، ومن جهته كان وزير الدفاع يوآف غالانت يعتبر أنه أكد لوزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن أن وقف النار لن يتحقق قبل عودة الأسرى.
في المواقف الداخلية، شدد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بعد استقباله وفداً من نقابة المحررين، على أنه "يوم تعتدي اسرائيل علينا فسنكون الى جانب "حزب الله" ويوم يُعتدى علينا بالداخل سنواجه". وفي ملف الشراكة ومحاولة فرض رئيس للجمهورية، لفت باسيل إلى أن "الوثيقة التي تحضر في بكركي هامة، ولكنها لن تكون كافية إذا لم تكن مرفقة بخطة عمل أو "خطة مواجهة" لعملية الاقصاء التي تحصل بشكل واضح وممنهج ومبرمج من الاشخاص انفسهم الذين يريدون وضعنا امام خيار من اثنين، اما ان نسلّم بانتخاب الرئيس الذي يريدونه او يبقى البلد من دون رئيس ويحكمون من دوننا".
وأكد باسيل أن "اللامركزية الانمائية تقوّي وتثبّت المركزية السياسية"، معتبرًا أن " كل منطقة في لبنان لديها ميزة لا تشبه المنطقة الأخرى على مختلف الأصعدة الثقافية والزراعية وغيرها، وتؤمن الحوافز للناس للمساهمة بشكل ايجابي بالانماء المناطقي".