لطالما شكلت الرابطة الثقافية في طرابلس محضنا جامعا ودافئا لكل الحركات الثقافية في لبنان، وهي لم تتوقف يوما عن السعي لتعزيز جسور التواصل بين كل الهيئات الثقافية بغض النظر عن الانتماءات الطائفية والحزبية والمناطقية.
في عز الحرب الأهلية الأليمة كان التواصل على أشده بين الرابطة والحركة الثقافية إنطلياس وكان التبادل يترجم بزيارات كانت تسمو فيها الثقافة على الاحقاد وتقوى فيها الارادة على الحديد والنار، وكانت الرابطة ومعها طرابلس تفتح ذراعيها لكل المكونات الثقافية اللبنانية وهي ما تزال الى اليوم في عهد الصحافي رامز الفري تمد يدها للجميع. وما تكريم الرابطة وزئيسها في بترونيات الا دليلا قاطعا على سلامة نهج الرابطة العابر للطوائف والمذاهب والمناطق.
فبدعوة من جمعية بترونيات اقيمت أمسية انشادية احيتها فرقة المنشد زهير النجيب وذلك في قاعة الجمعية في البترون بحضور حشد من الشخصيات الطرابلسية والبترونية والشمالية
بداية بالنشيد الوطني اللبناني ثم الوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء فلسطين ولبنان , ثم كلمة المكرم رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رام الفري الذي بدأ كلمته بالترحيب بسماحة مفتي بلاد جبيل الشيخ غسان اللقيس ممثلا بامام مدينة جبيل الشيخ احمد اللقيس متوجها بالشكر الجزيل من الأصدقاء في جمعية “بترونيات” ومديرها الأستاذ سجيع لحود شاكرا للأصدقاء والأخوة الأعزاء الذين شاركونا اليوم في هذه الأمسية من طرابلس والبترون.
و أضاف بمناسبة طرابلس عاصمة الثقافة العربية والبترون عاصمة السياحة العربية لعام 2024 ومن طرابلس الثقافة إلى البترون الطبيعة. انطلقنا في زرع أسس التعاون بين الرابطة الثقافية في طرابلس وجمعية “بترونيات” في بلاد البترون للإضاءة على غنى طرابلس الثقافي وجمال البترون الطبيعي، ولتعزيز أواصر الترابط بين الثقافة والسياحة لإبراز الوجه الحضاري والطبيعي لأقضية لبنان ومدنه وقراه. ونهدف من وراء هذا التعاون مع شركائنا في جمعية “بترونيات” إلى تشجيع السياحة الثقافية والطبيعية والتراثية في لبنان وإقامة جسور التواصل بين الجهات المحلية، والعمل على التقريب ما بين الأجيال المختلفة في إطار التنمية المستدامة التي تسعى إلى دعم الجهات المدنية عبر تعزيز السياحة والثقافة والتراث.
وتابع السياسة في لبنان وللأسف فرقت المناطق والمدن والقرى عن بعضها البعض وبنت حواجز بين أبنائها وأهلها، وإيمانًا منا بأن لبنان لن يستمر إلا بتكاتف وتعاضد أبناءه. فكان من الواجب علينا أن نعمل على إيجاد قواسم مشتركة ننطلق منها لتقريب وجهات النظر وكسر تلك الحواجز، فكان التعاون الثقافي والسياحي بين طرابلس والبترون بعيدًا عن أي حسابات سياسية أو طائفية أو مذهبية أو مناطقية ضيقة.
ولقاؤنا الجامع اليوم لهو دليل قاطع على صوابية خيارنا، هذا الخيار الذي شكّل عدوى إيجابية لدى عدد من الجمعيات في أقضية أخرى مثل الكورة وزغرتا وبشري وعكار والذي سوف نعلن عن برامج مشتركة معهم قريبًا.
وختم: حضوركم أهلي في طرابلس والبترون نفتخر به أخوة أعزاء ومبادرتكم ولفتتكم الكريمة أصدقائي في بترونيات نعتز بها وعلى أمل التعاون الدائم والمثمر دومًا بإذن الله.
ثم تلاه كلمة مدير جمعية بترونيات الاستاذ سجيع لحود الذي قال:
نلتقي الليلة في هذه الأمسية الرمضانية المميزة حيث نجتمع مسلمين ومسيحين سواسية، على إقامة إحدى أهم الأركان الدينية وهي الصوم المبارك….*
*نضع اليوم أمامنا ، فصل جديد مشرق ينضح بالأمل والتجدد في تاريخنا الشمالي الثقافي والسياحي ، حيث نجمع بين عبق التاريخ في طرابلس مدينة العلم والعلماء ، عاصمة الثقافة العربية. وروعة الطبيعة والإنسان في البترون، عاصمة السياحة العربية، لنسج خيوط من التعاون المثمر والإبداع المتجدد.*
*نقف اليوم على أعتاب إطلاق مشروع رائد، يهدف إلى إبراز الغنى التاريخي، الفني، والطبيعي الذي يزخر لبنان به، موطن الحضارات وملتقى الثقافات.
نعلن اليلة، ونحن على بعد ساعات معدودات من آذان فجر الحادي عشر من رمضان، شهر الرحمة، وبالتزامن مع عيد الأم ينبوع الرحمة، نعلن الليلة عن روزنامة نشاطات تمتد عبر الأشهر القادمة، متنوعة ما بين اللقاءات الجامعة ، مرورًا بمعرض الكتاب في نسخته الخمسون ، والمعارض الأخرى (من سيارات كلاسيكية إلى الاسلحة الأثرية الفردية والرشاشة المستعملة خلال ال ١٥٠ سنة الماضية) إلى الأمسيات الشعرية، والجولات التاريخية والطبيعية، لنصل إلى قلب الصيف حيث تزهو الفعاليات بالمهرجانات السينمائية والفنية كما و بالنشاطات البحرية والفعاليات الثقافية وبالمنافسات الرياضية من كافة الأنواع ولكافة الأعمار… ونختم عامنا بالنشاطات المرافقة لعيدي الميلاد المجيد المجيد ورأس السنة مرورا بدورات تعزيز الفكر والمهارات الذهنية.
إن مشروعنا، بكل ما يحمل من فعاليات وأنشطة، هو رسالة حب وتقدير لوطننا ، ودعوة صادقة لإكتشاف جماله وغناه، وتأكيد على قوة الترابط بين المجتمعات المحلية والزوار
وفي الختام لا بدّ لي إلا ان أتوجه بالشكر لرئيس الرابطة الثقافية في طرابلس الصحافي رامز الفري التعاون وتلقف هذه المبادرة
لنكن جميعًا جزءً من هذا المشروع الواعد، لنشارك في كتابة فصل جديد مشرق في تاريخ لبنان العريق، لننطلق معاً نحو مستقبل مزدهر يجمع بين جمال الثقافة وروعة الطبيعة والأهم روعة الإنسان اللبناني وقدسية الرسالة اللبنانية ..
ومن ثم بدأت الفرقة بالانشاد تلاها دعوة الحضور الى السحور الرمضاني واخذت الصور التذكارية