أقامت مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية بالتعاون مع حرم لبنان الشمالي للجامعة اليسوعية حفل توزيع الجوائز للفائزين في "جائزة شاعر الفيحاء سابا زريق للإبداع الأدبي 2022-2023" وعنوانها "قصيدة البعث – يوم الدينونة" لشاعر الفيحاء سابا زريق، في مركز المؤسسة في طرابلس حضره، إلى الطلاب المشاركين وذويهم، أعضاء المؤسسة ولجنة التحكيم، المؤلفة من د. دورين نصر ود. نرمين مرعب ود. مصطفى الحلوة، بحضور النائب أشرف ريفي ممثلاً بالاستاذة رجاء هرموش و حشد من رؤساء الهيئات الثقافية وأدباء و مربين ومدراء المدارس المشاركة. بدايةً النشيد الوطني ونشيد الفيحاء ومن ثم نشيد جامعة القديس يوسف. قدمت الحفل الأستاذة ميريام غصن وألقى رئيس المؤسسة د. سابا قيصر زريق كلمة الترحيب، تلته مديرة حرم لبنان الشمالي للجامعة اليسوعية. ومن ثم ألقى رئيس لجنة التحكيم د. مصطفى الحلوة كلمة فصل فيها شروط المباراة ومعايير تقييم المسابقات المشاركة، إلى أن أعلن النتائج بفوز الطالب محمود ضناوي من الثانوية الوطنية الأرثوذكسية (مار الياس) بالجائزة الأولى و الطالب غسان حسين من ثانوية بطرام الرسمية بالجائزة الثانية.
كلمة د. سابا قيصر زريق
إن قصيدةَ "البعث"، وتَفَرُّعَاتِها المتعددةِ الرُوي، تثيرُ جدليةً عُمُرُها عُمُرُ الزمن، بإشكاليتِها المُجَلجِلة على دربِ الحقيقِة المطلقة. وهي بنظري لا تتكشفُ عن تأملاتٍ فلسفيةٍ، كما شاءَ الدارِسُ الأعمق لشاعرِ الفيحاء، وعضوُ لجنةِ تحكيمِ المباراة، د. مصطفى الحلوة، ان يَصِفها، فحسب، بل هي تخيلاتٌ واقعيةٌ، تدورُ حول ما يَحدُثُ من المهدِ الى اللحدِ، تختصر الدينَ والدنيا بإيمانِ الشاعرِ الثابت.
نَعمَلُ ونَشقى، نَفرَحُ ونحزَنُ، آملين أن نقابلَ يوماً ما بارِئَنا، متسائلين محتارين عما يُخَبئُ لنا حُكْمُهُ يومَ الدينونة.
مَثُلَ أمام رَبِّ العالَمين، ورَبِّ شاعر الفيحاء المؤمنِ: العامِلُ والتاجرُ وربُ المال والطبيبُ والقاضي وربيبُ الوغى وخادِمُ الهيكل والعاهرةُ والشاعر. وأتساؤلُ هنا، لماذا لم تستقدمْ مُخَيِّلَةُ شاعرِ الفيحاء "السياسيّ". ربما تَكمُنُ الإجابةُ عن هذا التساؤل في أن سياسيي تلكَ الأيام، أي أولئكَ الذين كانوا يَتَحَكمون بمقدراتِ البلد منذ أكثر من ثلاثةِ أرباعِ قرنٍ، لم يكونوا بالرَداءةِ التي نشهَدُها اليوم فيمن أدخلوا الوطنَ والمواطنين أتون جهنم؛ وإلا لكان فَعَلَ حَتماً. وها أنا أراهم مصطفّين ومرتعشين، لمقابلة القاضي الأعظم، مُستعيرًا من مقدِّمةِ قصيدةِ "البعث" البييتين الآتيين:
دِيْنوا جميعاً بالذي قَدّموا
من صالحٍ في الأرضِ أو مُنْكَرِ
وأَقْبَلوا يستنزلونَ الرِّضى
كالنَعَمِ السارِحِ في المحشَرِ
وللمرتكبين المتخفين، أضيفُ ما قاله شاعرنا عنهم:
للهِ عينٌ في الدَياجي تَرى
ما لا ترى في النورِ عينُ الأنام
من فضائِلِ مثل هذه المباراة حثُ المشتركين على التّعمُّقِ في سبر أغوارِ شخصيةِ ونِتاجِ أديبٍ أو شاعرٍ، فاتحين مجالاتٍ واسعة أمام الباحثين الشّغوفين للتفتيشِ عن زوايا جديدة، تُكَمِّلُ شخصيَّتَهُ وآثارَه. فبإضاءاتِهم، وربما إضاءةِ كلمةٍ واحدة، يُطلقون إلى النّورِ سِماتٍ وميزات، لولاهُم لبقيَتْ مغمورة.
وختامًا، أشكرُ المشتركين على رفدي شخصياَ بمعلوماتٍ جديدةٍ حول مُلهمي الأول، كما يحلو لي أن أردِّد. وأُعرِبُ عن مدى امتناني للمدارسِ المشارِكة على دَعمِها الجائزة، وكذلك لأعضاءِ لجنةِ التّحكيم على الجهودِ التي بذلوها لإعطاءِ كلِّ مشارِكٍ حَقَّه، ولرئيسِ جامعةِ القديس يوسف، الأب البروفسور سليم دكاش، على رِعايتِهِ المستمرّة لشراكة الجامعة مع المؤسسة. وأخيرًا، وليس آخرًا، أشكُرُ مديرة حَرم لبنان الشمالي للجامعة، العزيزة السيدة فاديا علم الجميّل على تعاونِها الدائم.
والقت السيدة فاديا العلم جميل كلمة قالت فيها:
في 8 نيسان 2017، تم توقيع اتفاقية تعاون بين مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية وحرم لبنان الشمالي لجامعة القديس يوسف في بيروت.
تهدف هذه الاتفاقية الى تنظيم مباراة ادبية سنوية باللغة العربية من أجل تعزيز مقام اللغة العربية – لغتنا الأم – بين شبابنا.
المباراة الأولى أجريت سنة 2017/2018 وكان عنوانها "عن حضور طرابلس (لبنان) في الشعر العربي أبان القرن العشرين". فازت بالجائزة المشتركة ميمونة محمد كمال الدّين من مدرسة روضة الفيحاء.
أما المباراة الثانية، التي نظمت سنة 2018/2019 تحت عنوان "السخرية البناءة في أدب مارون عبود"، فقد فازت بها الطالبة ميشيلا سيمون دقور من المدرسة الوطنية الأرثوذكسية (مار الياس)
ثم كان بعدها الحجر والCOVID واضطررنا الى تعليق المباراة لسنتين (2019/2020 و 2020/2021) ثم معاودتها في نسختها الثالثة سنة 2021/2022 تحت عنوان "كيف تقرأ النزعة الوطنية في شعر الأخطل الصغير من خلال ديوانه: “الهوى والشباب"؟ وقد فازت الطالبة رؤى عامر خضري من مدارس الايمان الإسلامية بالجائزة الأولى.
واليوم نحتفل بالمباراة بنسختها الرابعة بعنوان " قصيدة "البعث" – يوم الدينونة لشاعر الفيحاء سابا زريق. " فمن يا ترى الفائز؟؟
وتابعت: تم توقيع اتفاقية التعاون سنة 2017 أي منذ 7 سنوات. واليوم – أكثر من أي يوم مضى – أشعر بأهمية هذه المباراة مع غزو كتابة لغتنا الحبيبة بالأحرف اللاتينية. اللغة العربية هي جزء من هويتنا، فكيف نتخلى عن هويتنا؟
صحيح أن لغتنا صعبة، ولكن أليس كل جميل صعباً؟؟
جوني، عبيدة، غسان ومحمود، باسم رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت، البروفسور الأب سليم دكاش اليسوعي وباسمي، أهنئكم على حبكم للغتنا الأم.
وتوجهت بالشكر لمدراء المدارس، لمشاركتهم الدائمة ودعمهم لتلامذتهم.في زرع حب اللغة العربية.
كما شكرت أعضاء لجنة التحكيم.والأهل والدكتور سابا زريق ”رئيس مؤسسة شاعرالفيحاء سابا زريق الثقافية".
مصطفى الحلوة
والقى الدكتور الحلوة كلمة قال فيها:بتكليف من الهيئتين المنظمتين لـ"جائزة شاعر الفيحاء سابا زريق للإبداع الأدبي"، للعام الدراسي 2022/2023، وبإسم "لجنة التحكيم"، المشكلة من د. دورين نصرو د. نرمين مرعي و د. مصطفى الحلوة، نضع بين أيدي هاتين اللجنتين و المتبارين و الحضور الكرام التقرير الآتي:
أولاً : لقد تم اختيار مطوّلة "البعث"، من الآثار الكاملة لشاعر الفيحاء سابا زريق (المجلد الثاني، الجزء الأول، ص: 191-217)، فكانت موضوع المسابقة الجائزة المذكورة، و على أن تتم استعانة المتبارين بالمقابسة الخامسة التي يضمها مؤلف د. مصطفى الحلوة، عنوانه "مقابسات زريقية بين شاعر الفيحاء سابا زريق و سابا الحفيد"، الصادر عن منشورات "مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية" في العالم 2016.
وقد جاء السؤال العائد للمسابقة، كالآتي:
" في الآثار الكاملة لشاعر الفيحاء سابا زريق، و من خلال مطولة شعرية، عنوانها البعث، يجري الشاعر حواراً إفتراضياً يوم الدينونة (يوم الحساب)، بين الله و مجموعة من البشر ذوي مهنٍ مختلفة( العامل، التاجر، رب المال، المحامي، الطبيب،القاضي، ربيب الوغى أي صاحب الحرب، خادم الهيكل أي رجل الدين، العاهرة و الشاعر. و يروح كل واحد من هذه المجموعة إلى ابراز ما قدمه لمجتمعه من عظيم فِعال، من خلال المهنة التي تمارسها، طمعاً في ان تكون الجنة من نصيبه".
- اختر ثلاثة أشخاص من هذه المجموعة، مبدياً رأيك في ما ذهب إليه و متوقفاً عند الخطاب التأملي، الديني و الفلسفي لدى الشاعر.
ثانياً : ورد الى لجنة التحكيم اربع مسابقات، تخص الطلبة : عبيدة حمود، غسان الحسين، جوني بشواتي و محمود ضناوي. وهم ينتمون الى بعض ثانويات طرابلس و الكورة، في التعليم الرسمي و الخاص.
ثالثاً : عكف أعضاء لجنة التحكيم على اعتماد معايير عملية نقدية في تقييم هذه المسابقات، لوضع العلامة المستحقة لكل واحدة منها:
و لقد ترجحت هذه المعايير بين نمطين، يصبّان في هدف واحد:
- النمط الأول : يقوم على الركائز الآتية:
• المرتكز الاول: من حيث المضمون. إذ ينبغي التصويب على الفكرة أو الأفكار المرتبطة بالإشكالية التي تطرحها هذه المطوّلة (البعث)، وعدم اللجوء الى الحشو بغية تضخيم مصطنع للبحث، يشكل عاملاً سلبياً، وينتقص تالياً من العلامة المستحقة، فوفق التعبير الشعبي "الزائد أخو الناقص"!
• المرتكز الثاني: من حيث المنهجية Méthodologie ، فهي تقتضي تقسيم البحث الى أجزاء مع وضع العناوين الملائمة (أي المدخل الى البحث Entrée en matière أو Intoduction) / جسم البحث (أي الأقسام مع العناوين النوعية)/ الخاتمة، حيث النتيجة التي يخلص اليها المتباري، مع متح أفق على إشكالية جديدة/ ترابط أجزاء البحث ( الوحدة الموضوعية)/ التدرج في طرح الأفكار مما يجعل البحث متماسكاً.
• المرتكز الثالث: من حيث بنية البحث: جمال التعبير/ سلامة اللغة / علامات الترقيم ... الخ
• المرتكز الرابع : حسن الإخراج Mise en page ))
- النمط الثاني : يقوم على تفريغ أو تجزئة كل من هذه المرتكزات المكورة آنفاً بهدف مزيد من الدقة في التقييم. علماً أن هذين النمطين قد أفضيا الى نتائج متقابربة في تقييم المسابقات الأربع.
تأسيساً على ما سبق.
و بعد إيداع الهيئتين المنظمتين للمسابقة التقارير الثلاثة التفصيلية لأعضاء لجنة التحكيم، أعلنت النتائج الآتية:
- المرتبة الأولى، وجائزتها 10 ملايين ليرة، منحت للطالب محمود ضناوي من الثانوية الوطنية الأرثوذكسية- مار إلياس مع مجموعة كتب من إصدارات المؤسسة.
- المرتبة الثانية، وجائزتها 7 ملايين وخمسماية ليرة، منحت للطالب غسان حسين من ثانوية خليل سالم- بطرام الرسمية مع مجموعة كتب من إصدارات المؤسسة.
- كما تسلّم المشتركان، الطالب جوني بشواتي من مدرسة الفرير، والطالب عبيدة حمود من ثانوية خليل سالم – بطرام، شهادات مشاركة، ومجموعة كتب من إصدارت المؤسسة.
وتلا الحفل كوكتيل بالمناسبة