إستقبل المسلمون في أستراليا شهر رمضان المبارك أفضل إستقبال يليق بالضيف الكريم، الذي يحمل معه معان إيمانية روحانية سامية.
يعد شهر رمضان المبارك، حالة مميزة يعيشها ليس المسلمون فحسب، إنما المجتمع بأكمله في جميع بقاع الدنيا، حيث لكل بلد عادات وتقاليد مختلفة لجهة الإحتفالات بشهر رمضان المبارك.
ففي القارة الأسترالية البعيدة، حيث يقطن ملايين المسلمين الذين ما زالوا يمارسون طقوسهم الدينية، بالإضافة إلى عاداتهم وتقاليدهم المتوارثة التي أتوا بها من بلادهم.
بدأت في سيدني وتحديداً في شارع هولدن في مدينة لاكمبا الفعاليات الثقافية الأكثر شعبية “ليالي رمضان” المنظمة من قبل بلدية كانتربيري – بانكستاون حيث يعد هذا الحدث الثقافي المذهل الذي يستمر طيلة شهر رمضان المبارك، بمثابة بازار عالمي نابض بالحياة لما يقدمه من أجواء رمضانية مميزة وخاصة الأطعمة اللذيذة من مختلف دول العالم.
حضر الإفتتاح رئيس البلدية بلال الحايك والنائب عن منطقة إيست هيلز السيدة كايلي ويلكنسون وأعداد هائلة من أبناء الجالية العربية والأسترالية.
تحدث الحايك عن الحدث المميز الذي أصبح من أشهر الإحتفالات على الإطلاق التي تقام في سيدني سنوياً ويحظى بإهتمام الكثيرين خاصة ممن يرغبون في التعرف على حضارات باقي الشعوب. وقد قامت البلدية هذا العام بتأمين المواصلات المجانية للمواطنين من خلال باصات تقوم بنقلهم إلى لاكمبا كل نصف ساعة.
إتخذ هذا الحي شهرة رمضانية واسعة، على مستوى كل القارة وربما العالم. ويبدأ أبناء الجالية الإسلامية بالتحضير لشهر رمضان قبل قدومه بعدة أسابيع، بحجز مواقعهم في هذا الحي، وتحضير أكشاك الأطعمة على مختلف أنواعها، ويتسابقون لتقديم الأفضل بأجواء رائعة تسحر الزائرين من مختلف الجنسيات الأجنبية والعربية، حيث يقارب عدد الزوار خلال رمضان المليون ونصف المليون زائرا، يأتون من المناطق البعيدة بقصد التعرف على عادات هذا الشهر، وليتذوقوا أشهى المأكولات والحلويات والمشروبات الخاصة التي يتميز بها شهر رمضان عن باقي شهور السنة.
يرتدي شارع هولدن هذا العام أيضاُ حلة وزينة رمضانية جميلة، تدخل البهجة الى القلوب، وينتشر فيه عدد كبير من المحلات والأكشاك يصل عددها إلى 65 كشكاً تقدم أنواعاً مختلفة من الأطعمة ومن بينها “برغر لحم الجمل” التي باتت محببة ومرغوبة لدى البعض من العرب والأجانب، كذلك يتم عرض مأكولات شهيرة من دول جنوب آسيا، إضافة الى البوظة والحلويات الشرقية والغربية التي تحلو للكبار قبل الصغار.
والأبرز على الساحة هي الكعكة اللبنانية اللذيذة بطعمها ورائحتها الذكية، حيث يتوقف كل المارة عندها. ولا ننسى المنقوشة اللبنانية على الصاج والفلافل والشاورما، وعرانيس الذرة المشوية والسحلب والليموناضة، ولا بد من التحلاية بالكنافة النابلسية الفلسطنية، لتختم جولات الزوار بعبق رائحة القهوة اللبنانية التي تملأ المكان.
واللافت والمثير للتقدير وللإعجاب هو ما ورد من بادرة جديرة بالإهتمام ، وهي
أن كنيسة Uniting Church الكائنة في مدينة لاكمبا، قامت بمبادرة جميلة تستحق أن نتوقف عندها ألا وهي إقامة خيمة كبيرة أطلقت عليها إسم ” خيمة السلام” لإستقبال جميع الزوار فيها، بالإضافة إلى ممارسة التقاليد الجميلة بحسن الضيافة مما يساهم في تعزيز الأواصر والروابط بين الأديان السماوية على أكثر من صعيد، وهذا ما أوصى به رب العالمين. وإن هذه المبادرة مشكورة إلى أبعد الحدود لأنها والحق يقال أحدثت خطوة نوعية في طريق المحبة والعدالة والسلام.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع الأديان السماوية المنزلة بالكتب المقدسة تدعو جميعها لإرساء قواعد السلام بين الشعوب كافة.
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع