ملف "أنا والزمن والفن" الحلقة التاسعة
صفعني ولم اسامحه من صفح الوطن ودمر رزق ومستقبل الناس ويتبجح وهو جاهل وفاشل
أنا الذات التي تعتمد على العقل ومن الصعوبة أن تجد الأفضل!
أحترم صوتي وحملني إلى قمم عالية وليس بجواري إلا النسور
المنافسة ضيقة واحتل مساحة تكفي كي لا اتلاشا رغم ظروفنا الصعبة!
... يمر الزمان بالقرب منا فيترك بصمته علينا، ويخاوينا العمر فيرسم مشوار ملامحه فينا، ونصر أن نصادق البشر فنعيش معهم وحولهم بأشواك الفرح وتعب الحضور، وإن توافقنا مع الفن، وهو عملة نادرة يزرعها الله في قلة يختارها منا نسعد للتعب الذي يشاركنا الضوء...
وضيف حلقة اليوم من ملف " أنا والزمن والفن" رائد الصوت وفارس الدراما جهاد الاطرش، من جيل تعب وصبر وعرف ماذا يريد ومن هو زميله واحترم من سانده ووقف إلى جانبه، وله بصمته التي نحب أينما وجد في الدراما التلفزيونية أو الإذاعية، وهو تميز عن الجميع بصوته الرخيم الجميل وجعله مختلفاً وأعطاه مساحة اضافية من النجاح والتفوق إضافة إلى أداء وتقنية أمكنته أن يؤدي كل الأدوار ونجاح لافت...
التلاشي
أين أنت ؟
- أنا في كل مكان استطيع الوصول إليه...أنا بين المحبين وفي قلب من يطلبني...أنا هنا بينكم دائماً...
أين مكانك في الساحة؟
- الطموح يا صديقي لا حدود له، ولكن نسبة للوضع والظروف وما يحيط بنا من انهيارات اجتماعية وتربوية واقتصادية والأخطر الانهيار الثقافي...ومع كل هذا أنا أنا احتل مساحة تكفي كي لا اتلاشا!
أين أعمالك المنافسة؟
- ساحة المنافسة ضيقة جداً جداً...وأعمالي القديمة والجديدة حاضرة والضوء فيها، ولكن اليوم الساحة تضيق!
أين طلباتك الإعلامية؟
- أه من الطلبات الإعلامية!
الطلبات كثيرة كثيرة ومنها تسليط الضوء بقوة وباستمرار على ذبح الإنسان في غزة وفي كل مكان من هذا العالم إذا وجد المظلوم...الوطن اساسي في الإعلام...كرامات الناس ضرورة في الإعلام!
أين أنت من الوسط الفني؟
- سؤالك مهم، وأقول بكل وضوح، أنا احترم صوتي، وهو نعمة من الله سبحانه وتعالى، وقد حملني هذا الصوت إلى قمم عالية جداً جداً وليس بجواري إلا النسور...
أين أنت من الصداقة والأخلاص؟
- أنا في عمق عمق الصداقة والأخلاص، وتجاربي تدل على ذلك...أنا احترم الصداقة وحميتها ...والأخلاص من أعظم القمم...
أين أنت من أنت؟
- أنا حيث قُدر لي أن أكون...وأنا الذات التي تعتمد على العقل.
الفروسية أنا
هل أنت راض على وجودك الفني؟
- أنا أمثل كل من يتمنى الأفضل، والبحث عن الافضل ليس سهلاً، والأصعب أن تجد الأفضل...!
هل أنت منسجم مع مشوارك الشخصي والفني؟
- إلى أبعد الحدود أنا منسجم مع مشواري الشخصي والفني وإلا ما كنت استمريت إلى اليوم!
هل أنت تعيد تجربتك لو بدأت من جديد؟
- أعيد تجربتي من جديد مع تصحيح كبير في مجريات الحياة، ولا أترك العمل ليسرقني من مسؤولياتي العائلية!
هل أنت الاكذب في عالمك؟
- ما هذا السؤال الغريب العجيب؟!...أنا لا أكذب، والصدق من أهم صفاتي...بصراحة هذه الأسئلة فلسفية إنسانية تدخل العمق بسهولة، وهي بحاجة إلى جلسة تأمل مع الذات والفكر، وأرجو أن أوفق، خاصة أنني أحب جداً هذا النوع من الحوار...هذا حوار تصالح الإنسان مع ذاته وأنت أهل لذلك يا صديقي ويا عزيزي.
هل أنت تغدر الصديق ولا تهتم؟
- الغدر لا يتفق أبداً مع روح الفروسية التي اتمتع بها، وأيضاً الغدر بعيد عن القيم العظيمة التي تعيش معي وتربيت عليها!
هل أنت حققت احلامك؟
- حققت بعض أحلامي والحمدالله الله، ولا زلت أعمل على تحقيق ما تبقى لي من أحلام...كل أحلامي احببتها، وعملت على تحقيقها بحب وصبر وقناعة.
هل استطعت أن تكون علامة فارقة في حياتك وفي فنك؟
- أنا فعلاً علامة فارقة، ولكنها لم تكتمل!
هل أنت أنت؟
- طبعاً وبكل وضوح أنا أنا، معدني أصيل لا يتغير...!
الضعيف
من تتمنى أن لا يكرر تجربتك؟
- من كان ضعيف الإيمان ولا يستطيع اقتحام الصعاب والعقبات لم ولن ولا يتمكن من تكرار تجربتي!
من ساعدك في الحياة وفي الفن؟
- توكلت على الله وانطلقت، وساندني كل من أمي واخوتي زياد وعماد وجواد وزوجتي إيمان، وبناتي رنا ورولا وفرح.
وفي الفن ساعدني كثيرون، وكي أكون وفياً كما ذكرت أقول ساعدني في الإذاعة كل من الأساتذة شكيب خوري، وصبحي ابو اللغد، وكامل قسطندي، وعبد المجيد ابو لبن، وصبري الشريف، وغانم الدجاني، والمخرج المصري صلاح عويص، ومحمد غنيم، ونزار ميقاتي، ومحمد كريم، وايلي ضاهر، والياس رزق...وكلهم مخرجون في الإذاعة، ويضاف إليهم توفيق الباشا وحليم الرومي حيث كنت استشيرهما بأمور موسيقية كثيرة.
وفي التلفزيون ساعدني فاضل سعيد عقل، والياس متى، وعز الدين صبح، وايلي سعادة، ونقولا ابو سمح، والياس رزق، وايلي ضاهر، وايلي سعادة، وجوزف الغريب، وباسم نصر، والمساعدة الكبرى جاءت من المخرج جان فياض.
وفي الدوبلاج ساعدني أيضاً عبد المجيد أبو لبن، وصبحي أبو اللغد، ونقولا أبو سمح.
من ساعدت في الحياة وفي الفن؟
- وهل تجدني أبوح بأسماء من ساعدتهم وساندتهم في الحياة والفن، وهل أخلاقي تسمح بذلك، وهل فروسيتي تجعلني ارتكب هكذا خطأ؟!
لن اعطيك ما تريد...!
من صادقته وندمت على صداقته؟
- أنا صادقت الأمين، وبادلته الوفاء...لذلك لم أندم على صداقة الغير...
من الشخص الذي تتمنى أن تكون هو؟
- خلقني ربي سبحانه وتعالى لأكون أنا، ولكن أسعى للاستفادة من معرفة المتفوقين وعلومهم وخبرتهم، والسير على طريق المعرفة يولد في نفسي فرحاً لا حدود له.
من الذي صفعك ولا تسامحه؟
- صفعني ولا اسامحه كل من صفع الوطن، وكل من دمر رزق الناس والاجيال ومستقبلهم، وكل من تبجح وهو فاشل وجاهل!
من أنت؟
- أنا بكل تواضع جهاد الأطرش...وهنا أرجو أن تسمح لي يا صديقي أن اشكرك على هذا الحوار المتعب، وفيه تحد كبير للفكر والعقل وكيف ينظر الشخص إلى الكلمة وما معناها وخصوصاً بحضورك لكونها نابعة من إنسان وفياً ومثقفاً ويحترم الناس...