توّج رئيس التيار الوطني الحر الأيام الثلاثة من الأنشطة المواكبة لذكرى ١٤ آذار التأسيسية، بخطاب يعكس المفاهيم الوطنية الشاملة للتيار وتكوينه المتنوع والتصالحي مع المكونات اللبنانية كافةً.
رسائل جبران باسيل طاولت الداخل والظروف الخارجية المحيطة بالحرب الإسرائيلية. جدّد وضع الجميع أمام مسؤولياتهم لجهة رسم خط أحمر تحت الشراكة والمناصفة، متوجهاً بصرخة وجدانية لبكركي، ومن ثم للقوات والكتائب والمردة. هذا النداء يتطلّب استتباعه بأن استمرار الإستباحة، سيُواجَه بسلسلةٍ من الخطوات لرفض الأمر الواقع وصولاً إلى العصيان المدني.
أما الترجمة في الرئاسة، فتتقاطع مع رفض العودة لواقع التسعينات في الإقصاء، ومع التمسك بالرئيس الإصلاحي السيادي المقاوم، "لا نقبل بمرشحّ يختاروه عنّا ولا نسلّم امرنا لحكومة مبتورة تحكمنا من خارج الميثاق والدستور".
رسائل باسيل إلى الداخل شملت بطبيعة الحال واقع العلاقة مع حزب الله، حيث يتركّز الخلاف على الشراكة والإخلال ببند بناء الدولة في وثيقة التفاهم، والتي كانت ضمن إطار السياسة التفاهمية للتيار التي طالت المستقبل والقوات وصولاً إلى الحزب الشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري.
أما تصوّر "التيار" لواقع الحرب الإسرائيلية فيشمل مستويين: الأول الإضاءة على خطورة الفكر الصهيوني والعدوانية الإسرائيلية التي تشكّل مصدر الخطر الأساس على لبنان. أما المستوى الثاني، فهو الظروف المحيطة بسياق الحرب الإسرائيلية، ومواجهتها انطلاقاً من المصلحة اللبنانية البحت، لا ربطها بمصالح خارجية أخرى، لا بل رهانات لا يعرف أحد مداها. وقد شملت إشارات باسيل كلا من المصالح الأميركية والإيرانية، والتي عبّر عنها بوضوح لجهة تقاطعها على محاولة لجم الحرب.
خطاب باسيل كان يتوازى مع اختتام الأيام الثلاثة الحافلة للتيار الوطني الحر. فقد أبرزت هذه الحال السياسية الديناميكية قدرتها على المرونة والصلابة في آن، جامعة بين الاستشراف السياسي، والتجدّد التنظيمي، والذين عبرت عنهما كلمتا نائبي الرئيس للشؤون السياسية مارتين كتيلي والإدارية غسان خوري، وكذلك ورش العمل التي عكست التجدد في ملفات الشباب والإعلام والأقضية والمشاريع الصحية والإجتماعية والشبابية والتمويلية.
أما لقاء الأجيال المناضلة والشبابية للتيار أمس السبت، فكان يمثل جسراً لنقل المفاهيم والقيم والتجارب التاريخية للتيار، وتأكيداً على دعم الشباب في تحدياتهم الراهنة مع المحافظة على المبادئ الوطنية.