عم الفرح، وفاحت رائحة البخور من معظم المنازل وتوجه المؤمنون الى الكنائس لشكر الرب على نعمته.
انها الواحدة والربع في زغرتا، في هذه اللحظة بالذات، قرعت اجراس الكنائس لاعلان الخبر السار “قداسة البابا فرنسيس يوقّع ملف تطويب البطريرك اسطفان الدويهي” وبقيت الاجراس تقرع لاكثر من نصف ساعة مستمرة، حتى سرى الخبر في كل شارع وحي وزاوية في البلدة التي انطلق منها البطريرك الدويهي الى رحاب الايمان والتقوى وصولاً الى التطويب الذي هو ارفع مرحلة قبل اعلان القداسة.
الخبر وصل الى معقل الموارنة عبر اتصال هاتفي من طالب دعاوى القديسين الاب بولس القزي الذي اشار الى ان قداسة البابا وقع الملف وان التطويب الرسمي سيكون في الثاني من شهر آب المصادف ذكرى مولد البطريرك الدويهي.
وقد افادت مصادر مواكبة للملف ل ان الاحتفال الرسمي في الثاني من آب سيكون في الصرح البطريركي فيما سيقام قداس احتفالي كبير في اهدن في الثالث من اب يترأسه البطريرك الماروني بشارة الراعي.
اما لماذا تم تحديد هذا الموعد بالذات فقد اشار المونسنيور اسطفان فرنجيه الى انه كان التمني ان يتم اعتماد هذا الموعد لعدة اسباب اولها ليكون بذكرى مولده وثانيها لتتمكن رعية زغرتا من التحضير لهذه المناسبة العظيمة اما ثالثها فلكي يتمكن ابناء زغرتا في دول الانتشار من المجيء للمشاركة في الاحتفالات.
واوضح انه ستكون هناك سلسلة نشاطات مواكبة لهذا اليوم التاريخي اولها في عيد البشارة في دير مار سركيس وباخوس في اهدن حيث سيم كاهناً، كذلك سيكون هناك ترانيم واناشيد خاصة بالمناسبة مع رفع صلوات الشكر في كل الكنائس، معتبراً ان مسار الدعوى كان سريعاً قياساً لملفات الدعاوى وشاكراً كل من ساهم وشارك في العمل على هذا الملف.
يوم تاريخي في زغرتا كان الاهالي بانتظاره بلهفة وترقب وقناعة بانه سيسلك مساره الطبيعي لانهم مؤمنون بعجائب هذا البطريرك الذي انطلق
من المدرسة تحت السنديانة الى روما حيث درس ولمع فكريا ولاهوتيا الى سدة البطريركية في اصعب الظروف الى تأريخ ليس تاريخ الموارنة فقط بل تاريخ الشرق ومنعه من الاندثار.
في زغرتا فرح عظيم واستعدادات وتحضيرات وتشابك ايادي من اجل ان يكون يوم التطويب يوماً لا ينتسى وقد تكون كلمة النائب البطريركي على زغرتا المطران جوزيف نفاع في قداس الشكر لمناسبة اعلان التطويب ادق تعبير لما قد يؤدي الى قيامة لبنان اذ قال: “يجب ان تكون زغرتا درساً وعلامة للبنان انه بالعمل يدا بيد وبالمحبة يستطيع لبنان ان يقوم”.