35 عاماً على مبادرة التحرير التي أطلقها العماد ميشال عون آنذاك. المدافع على رؤوس الشعب والجيش بتواطؤ دولي لتسليم لبنان وخنق حريته، فكان لا بدّ من الإستباق والمواجهة المفروضة.

35 عاماً على شعلة نضال لا تتوقف... كُلفتها شهداء وجرحى وآلاف المعتقلين، وفي مرحلة ما بعد 2005 مواجهة قاسية يومية مع المنظومة المترسّخة والتي تستكمِل استباحة الدولة والميثاق والشراكة وكل ما يربط اللبنانيين.

آنذاك صرخ العماد ميشال عون فلاقاه الشعب. وفي كل مرة، لم تكن هذه الحالة اللبنانية الوطنية إلا ملبيةً لنداء الوطن والواجب، عصيةً على التطويع، مرنةً في الإنفتاح الداخلي، مبادِرة وسبّاقة في الوقت الذي تكتفي فيه معظم القوى السياسية بالإنتظار إنْ لم يكن بالتواطؤ مع الخارج.

وما بين 14 آذار 1989، و14 آذار 2024، لم تتغير إلا الظروف. فالخطر على السيادة والوجود لا يزال يتمثل بالمخاطر الإقليمية وتداعيات النزوح السوري، وضرب الشراكة والميثاق والدستور لا يزال نفسه لا بل أصبح أكثرَ تفلتاً بعد انتهاء ولاية الرئيس عون. أمّا الدولة والأزمة المالية والإجتماعية التي سلبتْ المودعين حقوقهم، وجعلتْ لبنان كياناً أقرب إلى الدول الفوضوية، فغنيةٌ عن التعريف والكلام...

في هذه الذكرى، سيكون التيار الوطني الحر في أنشطته المتنوعة في الأيام الثلاثة المقبلة، أكثر تجذراً في الوجدان، أصلب في المواجهة، أقدر على الرونة التنظيمية والتطلع إلى الغد بالتصميم والإندفاع.

فالأجيال المتنوعة ستتبادل تجاربها وتحدياتها بعد ظهر السبت، والمؤتمر الأحد سيشكل منصة لعرض المشاريع المتنوعة والتجارب الناجحة في تنظيم التيار على المستويات المناطقية والمركزية، وخاصة فيما يتصل بالواقع الإجتماعي والإقتصادي المواكب لهموم اللبنانيين.

أما المشهد السياسي العام، وموقع "التيار" ومقاربته للتحديات الوطنية والمصيرية، فسيفصل أجوبتها رئيسه جبران باسيل في كلمتيه في العشاء السنوي غداً الجمعة، وفي اختتام المؤتمر. وقد أكد باسيل في تصريح له اليوم أنه "من معركة التحرير لرجوع الجنرال، من الحرية والسيادة والاستقلال لتحرير القرار ... بناء الدولة ، الشراكة، الوجود، حماية الوحدة الوطنية... انجازات وتحديات وما بتخلص معارك التيار والشعلة بتنتقل من جيل لجيل". ولفت إلى أنشطة الأيام المقبلة بالقول: "لقاؤنا جمعة وسبت واحد مع كل الاجيال لنعيش معنى التحرير وحتمية الشراكة".

في المحليات السياسية، لا يزال اللبنانيون يترقّبون ختام المبادرات والتحركات الداخلية والإقليمية، من حراك كتلة "الإعتدال" إلى التواصل القطري مع المسؤولين، على أمل الوصول إلى ركيزة تفاهمية لإنتاج رئيس الجمهورية.

إلى ذلك، لفت إيضاح وزير الخارجية عبدالله بو حبيب لجهة تعليق العمل ببعض البعثات الدبلوماسية وترشيد الإنفاق في وزارة الخارجية، مشيراً إلى أنه سيُعاد النظر في إغلاق هذه البعثات، وذلك في زيارة له إلى الرابطة المارونية.

وفي مؤتمر عن القرار 1701 في الحكمة أشار بو حبيب إلى أن "حركة الموفدين لا تبشر لغاية الآن إلا بطروحات مجتزأة، همها الرئيسي إعادة المستوطنين الى شمال اسرائيل". وتابع: "في حين أن هذه المساعي لن تجلب لا الهدوء ولا الاستقرار المستدام الذي يطمح اليه الشعب اللبناني. لذلك، نريد حلولا" كاملة، وواضحة، وبجداول زمنية محددة، لأنها وحدها تمنع عن لبنان شبح الحرب".