لا يزال الوضع الحربي سواء في الجنوب أو وصولاً إلى عمق البقاع يرخي بظلاله على الواقع اللبناني، في ظلّ إصرار حكومة الحرب الإسرائيلية على الهروب إلى الأمام وعدم تقديم تنازلات إلى الشعب الفلسطيني. وإذا كان اليوم الأربعاء قد شهدَ تراجعاً نسبياً عن حدّة الغارات ومداها الجغرافي، فإن ذلك لا يلغي ترقب المدى الذي يمكن أن تتخذه العدوانية الإسرائيلية، في الوقت الذي يواصل فيه حزب الله توجيه الرسائل النارية للمواقع المعادية.
في هذا الوقت، تتواصل الإشارات الحَذِرة إلى إمكانية التقاطع الرئاسي حول مجموعة من الأسماء الخارجة بطبيعة الحال عن مرشحي الفَرض والمواجهة. ذلك أن من رفعَ شروطه ولا يزال يصرّ عليها، يعلَم جيداً أن طريقة فرض مرشحه تواجه برفض في بيئة مكوّنه المسيحي، ولا يمكن إلا النزول عن شجرة شروطه، تحت طائلة استدامة الأزمة السياسية والمالية العميقة. وفي هذا الإطار، لفتت إشارات رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر "الديار" التي أكد فيها رد فيها على الاتهامات بإشفال مبادرة "الإعتدال" بالقول: «كل هذا الكلام غير صحيح فانا كنت وراء هذه المبادرة كيف بدي فشّلا»، معتبراً ان المبادرة «بعدا بعز شبابها».
على خط آخر، يمضي التيار الوطني الحر في أنشطته التي تحيي ذكرى 14 آذار التي فجّرت الحالة اللبنانية المتمسكة بالسيادة وبناء الدولة وسياسة الإنفتاح الداخلي. وتحت إطار هذه الذكرى، ينظّم "التيار" عشاءه السنوي التمويلي نهار الجمعة 1 آذار، والذي سيطلق فيه رئيس "التيار" النائب جبران باسيل سلسلة من المواقف الحازمة في ملف الشراكة وارتباطها بالوحدة الوطنية، إضافةً إلى مسألة حماية لبنان من تداعيات الحرب.
وفي إطار نقل خبرات مناضليه ومقاربة التحديات الراهنة للشباب اللبناني، يلتقي مناضلون قدامى ورئيس "التيار" مع مجموعة من الشباب السبت 16 آذار، حيث يتحاورون ضمن مبادرة "من جيل إلى جيل" Gen to Gen، في حضور حشد من المناضلين و"التياريين".
أما المؤتمر السنوي نهار الأحد 17 آذار، فيشهد إطلاق الورقة السياسية السنوية التي ستتضمن إلى جانب التشديد على القضايا الوجودية ومحورية الشراكة، تسليطاً للضوء على القضايا الإجتماعية والإقتصادية والنظام السياسي، تكريساً لارتباط "التيار" بهموم الناس وقضاياها.
وإلى جانب البُعد السياسي الذي يتوجه رئيس "التيار" بكلمة خاصة في ختام أعمال المؤتمر، يقدم كوادر ومنسقو أقضية ولجان مركزية تجاربهم وقصص نجاحاتهم في الإدارة والإنتسابات وتجديد البعد التنظيمي، كما سيكون هناك عرض للمشاريع التي نفذها "التيار" عملياً، في المجالات الصحية والإجتماعية خاصة.