من الجنوب الى البقاع صعّد العدو الإسرائيلي من اعتداءاته فاستهدف بعلبك ومحيطها ليل امس الأول وظهر امس، موقعاً عددا ًمن الشهداء والجرحى إضافة الى اضرار مادية كبيرة.
التصعيد العسكري هذا، ترافق مع رفع سقف التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان حيث نقلت وسائل اعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله انه سيهاجم لبنان بقوة كبيرة.
من جهته قال وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، لوزير الدفاع يواف غالانت: “الجيش مسؤوليتك ولنبدأ بالرد والهجوم على لبنان والحرب الآن”.
وبالتوازي مع القصف الاسرائيلي بقاعاً، سجل وللمرة الاولى منذ الثامن من تشرين الاول المنصرم، سقوط مسيرة اسرائيلية محملة بصاروخ عند مدخل بلدة حراجل في كسروان. وبحسب رئيس البلدية طوني زغيب فإن هذه الحادثة التي ترافقت مع تحليق للطيران الحربي المعادي على علو منخفض لم تسفر عن وقوع اصابات لان الصاروخ لم ينفجر.
الى ذلك، تعلق مصادر مطلعة على الاعتداءات على البقاع بأنها ليست المرة الاولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة لافتة الى ان العدو الاسرائيلي يحاول جر حزب الله الى حرب مفتوحة غير انه لن ينال مراده.
وتضيف: يحاول الاسرائيليون ربط بعلبك بالجولان المحتل لفرض معادلة جديدة قوامها “الجولان مقابل بعلبك”. ففي كل مرة تستهدف المقاومة اهدافاً عسكرية انطلاقاً من الجولان، يسارع جيش الاحتلال الى تنفيذ ضربات عسكرية في بعلبك.
غير ان المصادر نفسها تؤكد أن توسعة الحرب التي تسعى اليها اسرائيل لا يمكن ان تتحقق خاصة وان كل الموفدين الغربيين الى بيروت يحملون معهم رسائل مفادها ان اسرائيل لن تذهب الى حرب واسعة او مواجهة مباشرة.
واذ تلفت المصادر الى ان الرد والرد المقابل بين حزب الله والجانب الاسرائيلي لا يزال ضمن قواعد منضبطة تشدد على ان المقاومة في لبنان على اهبة الاستعداد لاي حرب كبيرة يمكن ان تحصل.
في سياق متصل، وعلى وقع الحماوة العسكرية، يحط مدير المخابرات الفرنسية نيكولا ليرنر اليوم في بيروت حاملاً معه رسالة من تل ابيب.
وتشير المعلومات المتوفرة الى ان الموقف الفرنسي من الاحداث العسكرية الجارية في الجنوب اللبناني لا يزال هو نفسه والخوف من اندلاع الحرب يزداد، لا سيما وان اسرائيل تتسلح بشكل كبير والطرفين الفرنسي والاميركي يدركان اين ستكون وجهة استخدام هذا السلاح.
وتؤكد المعطيات ان باريس لا تزال تحاول مع العديد من حلفائها على ايجاد حل ديبلوماسي لانهاء التصعيد العسكري في جنوب لنان.
اذاً، هو “شد حبال” بين الجهود الديبلوماسية الدولية الهادفة لابعاد شبح الحرب عن لبنان، والهمجية العسكرية الاسرائيلية، فلمن ستكون الغلبة؟ سؤال عساها تتكشف معالم الاجابة عنه في القريب العاجل لان البلاد دخلت في مرحلة الاحتضار وتصارع للبقاء على قيد الحياة.