كم هي راقية مهنة التّعليم، وكم هو ساحر المعلّم!
قيل: " العلم في الصّغر كالنّقش في الحجر".
أمّا أنا فأقول: العلم في الكِبر كالنّبضات للقلب. فكلّما كبرنا تعرّفنا القيمة والتّأثير والتّغيير الّذي يحدثه العلم.
العلم حروف وكلمات وأفكار وتفاعل وحسابات وحقائق.
العلم أمانة وتربية وصدق ووعي.
ليس بالكتب وحده يتعلّم الإنسان، فنحن تعلّمنا من كل كلمة نطق بها الجنرال المعلّم.
لطالما أسرنا بإطلالاته وأثّر فينا بكلماته ووجّهنا بتعليماته ورفعنا بعناده.
إنّه المعلّم بما به يؤمن: الله والأرض والوطن والشّعب الّذي رافقه لسنوات ولو رسب البعض منّا أمام بعض الامتحانات الصّعبة.
إنّه المعلّم الّذي تفانى ويستمرّ لأجلنا كلنا يعني كلنا.
سامحنا إن شذّينا مرّات عن القواعد الّتي رسمتها.
سامحنا إن ضعفنا أمام بعض الصّعوبات فنحن ينقصنا الكثير لنواجه مثلك.
سامحنا حين لم نسمع ولم نرَ ولم نحلّل واتّهمناك بعدم الوضوح، نحن من لم نركّز حينها على الدّروس.
سامحنا، لأنّنا للحظات حسبنا أنفسنا قد تفوّقنا عليك ولم نعِ أنّه في السّياسة القائد لا يُخلق من عدم بل من تجارب... وهنا لا زلنا صغارًا.
أيّها الجنرال المعلّم، نعاهدك أن نبقى تلامذة في مدرستك الوطنيّة وأن تبقى، دومًا، بنا فخورًا.
لك منّا أسمى معايدة وأعمق تكريم وأعظم إجلال.