نظّمت شركة VP Media Bureau بالتعاون مع جامعة البلمند وبالشراكة مع اللجنة الوطنية اللبنانية للتربية والثقافة والعلم وبرعاية وزير الإعلام المهندس زياد المكاري مؤتمرًا بعنوان "الإعلام المعاصر: متطلبات وتحدّيات وآفاق مستقبلية" نهار الإثنين 4 آذار 2024 في أوديتوريوم مركز الشيخ نهيان للدراسات العربية وحوار الحضارات في حرم جامعة البلمند في الكورة.
حضر المؤتمر سفير سلطنة عمان الأستاذ أحمد بن محمد المصري، وزير الإعلام المهندس زياد المكاري، رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس وراق، الأمينة العامة للأونيسكو الدكتورة هبة نشابة، مديرة منصة الإعلام المباشر وشركة Media Bureau الدكتورة هنيدة المصري، المدير التنفيذي للعمليات في جامعة البلمند الدكتور يويف باسيم، عمداء ومدراء الجامعة، فضلاً عن طلاب دائرة الإعلام في كلية الآداب والعلوم في البلمند. شارك في المؤتمر نخبة من الإعلاميين والصحافيين والخبراء في مجال التقنيات الرقمية والذكاء الإصطناعي، وكوكبة من الاكاديميين المتخصصين في الصحافة والإعلام.
بعد النشيدين الوطني اللبناني وجامعة البلمند كانت كلمة مديرة منصة الإعلام المباشر وشركة Media Bureau الدكتورة هنيدة المصري شدّدت فيها على "أن هذا المؤتمر جاء ليواكب تطوّرات العصر الحديث في المجال الصحافي والإعلامي، لذا، كان لا بدّ من أن نجتمع في هذا الصرح العلمي مع كوكبة من الإعلاميّين والأكاديميّين الذي يزخر بهم لبنان، ولنتطلّع نحو مستقبلٍ إعلامي مُعاصر يعمل على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي والإعلامي، ويبحث في متطلبات وتحدّيات هذا التوظيف، ويبحث أيضاً في بلورة هذا التوظيف في مراحله الأولى عبر التربية الإعلامية في كليات الإعلام والصحافة اللبنانية والعربية، وذلك انطلاقاً من حاجة سوق العمل اللبناني إلى خرّيجين قادرين على مواكبة هذه الثورة الحضارية والرقميّة المتسارعة".
ثم كانت كلمة الأمين العام للأونيسكو الدكتور هبة نشابة، حيث شدّدت فيها على "انه لا بد من الإشارة إلى أهمية تظافر كل الجهود للتعاون في مجالات التربية و الثقافة والعلم والاتصالات في التعامل مع الظاهرة الجديدة المتمثلة بالذكاء الاصطناعي، مع الإشارة إلى ان تحدّيات العصر لا تقتصر على استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام فقط بل سيجتاح البشرية في شتى المجالات، لذلك علينا مواكبة هذا التطوّر المتسارع في الأساليب التعليمية و الأكاديمية، خصوصًا وان المجال الرقمي سيصبح سمة الإعلام بعد فترة وجيزة جدا".
وشدّد الدكتور الياس وراق في كلمته على "نَعَم إنَّ الإعلام نِعمة من إبداع الفكر الإنساني وتطوّره المُجتمعيّ، ولَكِن يجب أن يلتزِم دوماً وأبداً بقولِ الحقّ، وإظهار الحقيقة، وإحقاق العدل، والدِفاعِ عن حقوق الإنسان بِتجردٍ ومِصداقيّة. فيجب أن يكون بصيرة العدالة العمياء فلا يصدر أحكاماً مسبقة ولا يطلق شائعات لا أساس لها"، وتابع "نَعم نُريدُ إعلاماً يُدافِعُ عن الإنسان وحقوقه في زمنٍ تُنتَهَكُ فِيهِ شُرعة حقوق الإنسان في كُلِّ دَمعَةِ طِفلٍ فَقَدَ أَهلَهُ، وَفي نُواحِ الأُمَّهاتِ على مَن أَحبّوا، وفي حَرقَةِ آباءٍ عَن عَجزِهِم في حِمايةِ من أنجَبوا".
ثم كانت كلمة وزير الإعلام المهندس زياد المكاري شدّد فيها على "أن الوزارة تطالب باستمرار ضمن برامج التوعية من التأكد من الخبر واحترام الخصوصية، واليوم أضيف موضوع الذكاء الاصطناع، هذه الثورة الناشئة، وموضوع الجلسة الأولى، على لائحة مشاريعنا، لتكون مشاريع تواكب التكنولوجيا من دون فقدان القيم والإنسانية.
مهما بلغ هذا التطوّر ذروته، عليكم انتم الشباب، من تتقنون استعماله بمهارة، ان تحافظوا على القيم المهنية والأخلاقية واحترام الانسان والخصوصية المقدسة.
نحن لا نعلم لغاية الآن ما هي نتائج هذا الذكاء، فهو حديث، تحت الاختبار، ولكن الأكيد انه يساعد الإنسان في التطوّر والعلم في حال استعمل بطريقة صحيحة!
ولكن للأسف، على عكس عصر السرعة والتطوّر فمشاريعنا تسير ببطء بسبب عدم انتظام المؤسّسات، فعجلة التشريع متوقفة منذ فراغ سدّة الرئاسة، ومعها مشروع قانون الإعلام الذي قدّمته الوزارة، فمع كل يوم تأخير، يتقدّم العالم أشواط في مجال الإعلام ونحن لا نزال نطبق قانون صدر عام ١٩٦٢ تصورو!".
في المحور الأول حول "الذكاء الاصطناعي الإعلامي" الذي أدارته الإعلامية ماري علم حبشي، تحدّث كل من الاختصاصي التكنولوجي الأستاذ وليد سمعان عن متطلبات توظيف الذكاء الاصطناعي في الصحافة والإعلام، الإعلامي ماريو عبود عن تحدّيات تمكين طلبة الإعلام والخرّيجين والصحفيّين من توظيف الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي، الإعلامية سمر بو خليل عن آفاق التحوّل الإعلامي العربي نحو الذكاء الاصطناعي، والإعلامي محمد نمر عن تجربة العمل الإعلامي عبر المنصات الإخبارية الإلكترونية.
أما في المحور الثاني حول "السلامة الرقمية في الصحافة والإعلام المعاصر" الذي أدارته الإعلامية زينة باسيل شمعون، تحدّث كل من الإعلامي سلطان سليمان عن سلامة الصحفيات، ودعم آليات السلامة الوطنية، الإعلامي وليد عبود عن آلية رصد الشائعات والأخبار المضلّلة والتأكد من صحّتها، الإعلامية ثريا عاصي عن المنصات الإخبارية الإلكترونية: تحديات وإشكالات، والإعلامية وداد جربوع عن مكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف في وسائل الإعلام.
واختتم المؤتمر بتوزيع الدروع التكريمية على المشاركين.