انخفض سعر الذهب(XAU/USD) خلال تعاملات اليوم الأربعاء ليتداول حالياً عند 2126.80 دولار، بعد فشله في استعادة أعلى مستوى له على الإطلاق عند حوالي 2145 دولار. ومن المتوقع أن يبقى السعر جانبياً ومتماسكاً بينما ينتظر المستثمرون شهادة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونجرس، بدءًا من اليوم وحتى الغد.
وأعتقد أن يدعم جيروم باول إبقاء أسعار الفائدة في نطاق 5.25%-5.50% حتى يحصل على دليل على أن التضخم سيعود إلى المعدل المطلوب وهو 2% مما سيزيد الضغط على الأصول التي لا تدر عائدا، مثل الذهب، خاصة عندما يفضل بنك الاحتياطي الفيدرالي البقاء على موقف متشدد لسعر الفائدة لفترة طويلة.
ومن وجهة نظري، سيركز السوق أيضًا على بيانات التغير في التوظيف ADPفي الولايات المتحدة وبيانات فرص العمل JOLTSلشهري فبراير ويناير على التوالي، والتي ستوفر المزيد من الأفكار حول سوق العمل يوم الجمعة، مما قد يؤثر بشدة في تذبذب الأسعار. وسط سيطرة مشاعر الحذر بشأن التضخم وسوق العمل وأسعار الفائدة.
ففي حين أن المشاركين في السوق يريدون معرفة الإطار الزمني للتيسير النقدي ودرجة تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام، من المرجح أن يكون باول مترددًا في تقديم معلومات متعمقة أو واضحة حول تخفيضات أسعار الفائدة. ومن غير المرجح أن يركز المسؤولون في بنك الاحتياطي الفيدرالي على تيسيير السياسة قبل اكتساب الثقة في أن التضخم سوف ينخفض إلى هدف 2٪. حيث يريد الفيدرالي أن يرى انخفاض التضخم لعدة أشهر كدليل واضح قبل البدء في تخفيضات أسعار الفائدة.
ومن هنا أرى أن شهادة باول ستؤثر بقوة على توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة في اجتماع السياسة في يونيو. خاصة بعد أن زادت فرص خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة في يونيو إلى 58% من 53% يوم أمس الثلاثاء.
ومن المهم الأخذ في الاعتبار أن يوم الجمعة سيكون مهماً جداً حيث سيصدر تقرير التوظيف الأمريكيADP لشهر فبراير وفرص العملJOLTS لشهر يناير، ومن المتوقع أن يقوم أصحاب العمل في القطاع الخاص في الولايات المتحدة بتعيين 150 ألف باحث عن عمل مقابل القراءة السابقة البالغة 107 ألف، كما أعلنوا عن 8.9 مليون فرصة عمل جديدة في يناير مقابل 9.027 مليون في ديسمبر.وهذا يتعارض بشدة مع قوة أسعار الذهب الحالية.
في الوقت الذي يواصل فيه مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، موجة خسائره لليوم الرابع على التوالي اليوم الأربعاء. ليتداول مؤشر الدولار الأمريكي بالقرب من أدنى مستوى أسبوعي عند 103.60 تقريبًا، بعد أن أشارت مؤشرات مديري المشتريات التصنيعية والخدمات الضعيفة لشهر فبراير إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، وهنا يمكن حدوث المفاجأة والعودة للارتفاع مع بيانات يوم الجمعة في حال جاءت قوية وتظهر مرونة سوق العمل.