يترقب اللبنانيون ما ستؤول اليه نتائج اللقاءات التي يعقدها أعضاء تكتل “الاعتدال الوطني” مع القوى السياسية لعرض مبادرتهم المتعلقة بإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ سنة ونصف السنة.
الى ذلك، تضع بعض المصادر المطلعة على الملف الرئاسي طرح “الاعتدال” في خانة تهدئة الأجواء ومحاولة استطلاع او جس نبض المعنيين، خاصة وان لبنان محكوم بالتوافق.
وتؤكد ان لا حل نهائي للازمة في لبنان قبل التوصل الى تسوية في غزة تشمل الجانبين السياسي والميداني.
وفي سياق متصل، اكد عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب سجيع عطية لـ”” ان أجواء اللقاءات التي أجريت مع الكتل النيابية إيجابية حتى الساعة، كاشفاً عن ان لا موعد محدد بعد للقاء كتلة الوفاء للمقاومة، مرجحاً ان يكون في غضون الأسبوع المقبل.
وأضاف: سنلتقي ايضاً كتلة نواب الأرمن وبعد النواب المستقلين اعتباراً من يوم الاثنين المقبل.
عطية أشار الى انه بعد انتهاء الجولة على النواب سيتم البحث في الآلية اللوجستية للجلسة النقاشية. فبعد الاتفاق مع النواب على مضمونها يبقى تحديد من سيدير الجلسة وما ستكون نقاط البحث الأساسية، وعدد النواب الحاضرين. واعتبر ان المهلة الزمنية التي يستلزمها توضح كل المعطيات المتعلقة بجلسة النقاس لن تتخطى الأسبوعين كحد اقصى. فيما قد يؤجل عقدها الى ما بعد شهر رمضان.
ورداً على سؤال حول اذا ما كان تم التنسيق مع اللجنة الخماسية قبل طرح المبادرة، شدد عطية ان الطرح جاء بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان داعماً وراعياً للفكرة، ومع انطلاقة جولة اللقاءات بدأ الكلام مع سفراء الخماسية لاجل ان تلاقي الخطة طرحهم وتكمل اندفاعتهم.
واكد ان لقاءات عقدت مع كل من السفراء السعودي وليد البخاري، المصري علاء موسى، والفرنسي هيرفيه ماغرو، وقد أيدت السفارة الفرنسية في بيان مبادرتنا.
وأشار الى ان لقاء سيتحدد مع الملحق السياسي للسفيرة الأميركية ليزا جونسون الأسبوع المقبل عقب عودته من الخارج لعرض المبادرة عليه، مشدداً على ان التنسيق دائم مع السفير القطري الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني وهو داعم لما نطرحه.
كما تمنى عطية ان تفضي مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” الى انهاء الشغور في الملف الرئاسي، معتبراً ان لا سبب يحول دون نجاحها لا سيما اذا كانت النوايا طيبة والارادة حسنة.
وتابع: لا بديل افضل لدينا، واذا لم يصل هذا المسعى الى حل فإن ذلك سيشكل صدمة كبيرة لانها بثت جواً ايجابياً على المستويين المحلي والخارجي.
توازياً، تطرق اللقاء الذي جمع امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه الى الملف اللبناني، وقد اصدر الجانبان بياناً مشتركاً شددا خلاله على “التزامهما بالتصدي للتحديات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان وشعبه. واكدا الحاجة الماسة إلى انتخاب رئيس لبناني ومواصلة التنسيق بشأن هذه المسألة”.
اذاً، جاءت مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” لتلاقي المساعي الخارجية وتحديداً تلك التي تبذلها اللجنة الخماسية في منتصف الطريق إيذاناً بتسهيل مهمة إنتخاب رئيس للجمهورية. وتبقى العين على النصف الاول من شهر آذار المقبل عله يحمل معه بعض الانفراجات، فهل سيتطابق حساب الحقل مع حساب البيدر؟