التحولات الكبرى على إيقاع الحرب في فلسطين، هي التي سترسُم صورة المرحلة المقبلة إقليمياً، ومصير شعب يُقتَلع في كل يوم من أرضه. أما في لبنان، فكلُّ تسويات الإقليم والعالم، تبقى عصيةً على إخضاع أيِّ قوة أو مكونٍ لبناني، يواجه سياسة الفرض والإقصاء والتهميش.
في العوامل الداخلية الإسرائيلية، كل الدوافع لتوسيع الحرب على لبنان، والتي تدمّر الحجر والبشر. الإنتخابات الأميركية هي عاملٌ إضافي لزيادة البلبلة والمخاطر. المشهد لا يزال ضبابياً، في ظل عدم اتضاح المشهد الكامل للميدان بعد. أما الضوابط، فإلى جانب مقومات الردع في المقاومة العسكرية، فإن التزام مصلحة لبنان العليا والوحيدة هي الركيزة الأساس في مقاربة كل ما يتصل بهذه الحرب، بعيداً من المزايدات، ومن أيّ سوء تقدير للوضع ومصلحة لبنان.
وفي المعضلة الوطنية المتصلة بضرب الشراكة كخطٍ أحمر، والإستقواء بدلاً من التفاهم، ومحاولة الفرض بدلاً من الحوار المتساوي، فإن الفرص توازي هذه التهديدات والمخاطر. ذلك أن التقلبات والمتغيّرات يمكن أن ترسم في أي لحظة، رئيساً للجمهورية، خاصة في ظل تقلب الأسماء المرشحة وتحديداً تلك البعيدة عن التمحور. وشرط الوصول إلى الحل، يبقى بابه الوحيد ما طرحه التيار الوطني الحر في كل يوم وكل ساعة، لجهة التفاهم على خارطة طريق إصلاحية، والتحاور بدلاً من أوهام الفرض، أو السعي لكسر حزب الله من جهة ثانية.
هذا هو الحل الوحيد ولا شيء غيره. ذلك أن كل أوهام الإستقواء، والتعاطي من منطلق فرض مرشح معين، تسقط عند ركائز الذاتية والحفاظ على الدور والوجود. ومن لم يتلقط إشارة الرئيس عون ذات الأبعاد الإستراتيجية، ورسائل النائب جبران باسيل المتمسكة بمواجهة جرائم المنظومة، يمكن أن يُدرك إلى أي حد يمكن أن تذهب شريحة واسعة، اعتادت إسقاط كل مخططات الإخضاع والهيمنة، ولن يعجزها مواجهة تكرار تلك المحاولات...
والأيام لناظرها قريبة!