الجنوب في قلب المعركة.. والوجهة هذه المرة بلدة الغازية حيث شن العدو الإسرائيلي امس غارتين استهدفتا أماكن صناعية تحت ذريعة انه يقصف مخازن أسلحة تابعة لحزب الله، موقعاً ثمانية جرحى ودماراً هائلاً.
هي ليست المرة الأولى التي يضرب فيها العدو العمق الجنوبي، فضربة الغازية التي تبعد 60 كلم عن الحدود مع فلسطين المحتلة، سبقها مجزرة في النبطية استشهد جراءها سبعة افراد من عائلة واحدة، ناهيك عن قصف عشوائي لمختلف المناطق الجنوبية.
فماذا في أبعاد استهداف الغازية امس؟ وما هو مصير الجبهة الجنوبية على ضوء تكثيف العدو الإسرائيلي لاعتداءاته وخرقه قواعد الاشتباك؟
في السياق تؤكد مصادر مواكبة للوضع على الجبهة الجنوبية ان القصف الذي استهدف الغازية يعدّ تطوراً في المدى الجبهوي جنوباً غير انه يبقى في اطار الرسائل أي لا يمكن اعتباره تطوراً نوعياً.
وتضيف: الجبهة لا تزال في مداها التقليدي، فما حصل هو رد على توغل جسم اطلق من لبنان في طبريا. غير ان المصادر عينها لا تنفي فرضية ان تؤسس هذه الضربات المعادية لحرب لاحقة قد تحصل بشكل مفاجى.
وعن الوضع على الجبهة الجنوبية لا سيما بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي اكد فيه معادلة “الدم بالدم”، تجزم المصادر ان حزب الله الذي فتح جبهة مساندة لاهل غزة من الجنوب في الثامن من تشرين الأول الماضي، يقاوم الاعتداءات الإسرائيلية. وبالتالي فإن معادلة “الدم بالدم” هي قديمة جديدة، معناها ان استهداف المدنيين اللبنانيين سيقابله استهداف لمدنيين إسرائيليين. وهو ما يعد تطوراً لافتاً لمجريات المعركة بحسب المصادر اذ ان المقاومة كانت تتجنب استهداف المدنيين، منذ أيام تواجد العملاء في الجنوب، وتعمد فقط الى قصف المراكز والثكنات العسكرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
الى ذلك، تشير المعلومات الى ان مصير الجبهة الجنوبية وتطور المعارك مرتبط بما سيحصل في رفح ومدى رغبة العدو الإسرائيلي بتوسيع المعركة، وان المشهد متدحرج ومفتوح على كل الاحتمالات لا سيما وان السيد نصرالله في خطابه الأخير، تطرق الى القدرة الصاروخية للمقاومة والتي يمكن ان تطال المستوطنات الإسرائيلية الممتدة من كريات شمونة الى ايلات، بما يعني ان البعد الجغرافي لم يعد يشكل عائقاً امام صواريخ المقاومة التي لن تقف متفرجة على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان.
اذاً، لا يزال افق الحل السياسي مسدوداً لا سيما مع تعثر المفاوضات بين حركة حماس والعدو الإسرائيلي، ما يوحي بأن أي هدنة او اتفاق لوقف اطلاق النار لا يزال بعيداً. ورغم الجهود الدولية الساعية الى ابعاد شبح الحرب عن لبنان، الا ان الخطر لا يزال داهماً، خصوصا ان السيد نصرالله أوضح ان لا تعليق لجبهة المساندة الجنوبية قبل وقف القتال في غزة. فهل باتت الحرب على الأبواب؟