ماذا ينتظر أبناء عكار بعد؟، أن تطمرهم النفايات وأن تمتلأ مستشفياتهم بوباء الكوليرا والأمراض الجرثومية نتيجة غرق الشوارع ومجاري الأنهر بالنفايات وتحللها؟، ألم يتعلموا بعد من التجارب السابقة؟، أين فاعليات عكار التي عمدت على مدار سنوات الى تقاسم أرباح النفايات ووارداتها مع الشركة المشغلة “لمكب سرار”؟، أين أصبح قرار وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي بفتح المكب فورا؟ ألا يوجد مسؤول يتابع شؤون وشجون عكار، أقله لجهة رفع النفايات؟ ولا نقول جمع النفايات ومعالجتها بل جمعها ونقلها لرميها في المكب كما درجت العادة منذ سنوات؟ ألا تخجل الشركة المتعهدة “الأمانة العربية” من ممارساتها وهي التي قضمت أموال العكاريين على مدار سنوات، واليوم مع أزمة الدولار يدفع المواطنون في العديد من البلدات بدل جمع النفايات للحفاظ على سلامة مناطقهم، ليكتشفوا أنهم يتنشقون “الزبالة”، بسبب خلافات عائلية أدت الى إغلاق المكب.
الى ماذا تسعى “شركة الأمانة العربية”؟ هل تريد إرضاخ أبناء عكار وإبتزازهم بعد أن راكمت ثروة طائلة منهم وعلى حسابهم. خصوصا أن مديرة الشركة وجيهة الياسين صرحت ومن دون خجل أن زوجها حمل عكار سنوات على أكتافه، وتريد اليوم من أبناء عكار أن يقفوا الى جانبه بوجه أشقائه الورثة وهم ستة! وكأن زوجها كان يعمل لوجه الله، ولا يتقاضي أضعاف مستحقاته، ويراكم ثروته!
كل ذلك يجري وفاعليات عكار في سبات عميق، لا أحد يتحرك، وينتظرون الفرج، في حين أن الأزمة نفسها لو إندلعت في أي محافظة أخرى لكانت الدنيا قامت ولم تقعد!
لما لا يسمح للورثة بفتح الشركة التي يريدونها على أملاكهم، وإعطائهم مهلة ستة أشهر لتسوية أمورهم أسوة بباقي المكبات في مختلف المناطق؟ خصوصا أنهم هم من كانوا يعملون في مكب سرار طوال تلك السنين؟ في حين أن صاحب الشركة كان يتنشق الهواء النظيف في منتجعات طرابلس وبيروت.
ولماذا تنقسم فاعليات عكار وتصطف خلف هذا الفريق أو ذاك، بدل أن تعمل على تغليب مصلحة عكار؟ ألم تشبع بعد من المحاصصة وعقد الاتفاقيات من تحت الطاولة ومن فوقها من دون خجل.
أمام الواقع القائم، يناشد أهالي عكار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، التدخل فورا والطلب من الوزراء المعنيين الداخلية والبيئة التحرك، وعدم الاكتفاء بالتقاط الصور من دون القيام بإجراءات فعلية، ومن القضاء البت فورا بالخلاف العائلي المستفحل، والذي وبلغ مرحلة يهدد بها صحة وسلامة العكاريين.