أحاديث السينما عن نهاية العالم كثيرة، وسيناريوهاتها مختلفة، من كوارث طبيعية، وأخرى اصطناعية، إلى الأمراض والأوبئة، وحتى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من خلال الروبوتات ومعاركها الطاحنة مع البشر.
تلك الرؤية الخيالية العلمية، ناجمة عن فكرة التعمق بالطبيعة البشرية، وما خلفته ممارساتها الفاسدة بحق الأرض، مثل الانفجارات النووية التي قد يمتد أثرها لسنوات على الإنسان والبيئة، نتيجة المواد المشعة التي تنتشر في الغلاف الجوي.
ولعل فيلم «Bird Box Barcelona» من «نتفليكس»، سرق الأنظار الفترة القليلة الماضية في هذا الجانب، حيث تدور أحداثه حول سيطرة كيان غامض على العالم مما تسبب في انتحار الكثير من البشر، فيبدأ «سيباستيان» وابنته مغامرتهما الكبيرة للبقاء على قيد الحياة داخل مدينة برشلونة، لكن الشوارع غير آمنة، ليس فقط من قبل المخلوقات الغريبة والمجهولة وغير المرئية التي قد تسلب منك نظرك، وتتحكم في عقلك فقط، بل أيضا بسبب الأفراد الجامحين الساعين وراء الناس، في الأبنية والشوارع والأزقة لدفعهم على فتح أعينهم ومعانقة الموت.
لذا نشاهد برشلونة تعيش رعب نهاية العالم، فكل الأحياء في حالة ارتياب وخوف، وآخرون أكثر عنفا من غيرهم، فهم يتعاملون مع كائنات يجهلون مصدرها، لكنهم مدركون تماما لمقدار القوة التي تتمتع بها، كونها خلفت مئات الآلاف من الجثث وراءها، إن لم يكن الملايين.
بطل الحكاية هو «سيباستبان» الذي يسعى جاهدا لخداع الآخرين، حتى ترى أرواحهم النور غصبا عنهم، معتقدا بذلك أنه يحررهم من ظلام الأرض، ويريد النجاة والبقاء على قيد الحياة مع ابنته، وتتوالى الأحداث الشائقة.