من السياسة الى الاقتصاد والامن، يعيش لبنان في قلب العاصفة التي لا يبدو انها ستهدأ عما قريب. خاصة على ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المدن والقرى الجنوبية والتي تخطت المناطق المحاذية للشريط الحدودي لتصل الى قرى إقليم التفاح والنبطية موقعة الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين الأبرياء.
فجبهة الجنوب اللبناني التي فتحت في الثامن من تشرين الأول الماضي لمساندة المقاومة في غزة عملاً بمبدأ “وحدة الساحات”، انتقلت من مرحلة المناوشات الى “ميني حرب”، يمكن ان تنزلق في أي لحظة لتصير حرباً شاملة.
وبالامس، أعاد رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين التأكيد على ان “حزب الله لا يزال المقاومة القوية المقتدرة الحاضرة في كل الجبهات”، لافتاً الى ان “العدوان الذي حصل في الجنوب واستشهد جراءه عدد من المدنين والأطفال، لا يمكن أن يمر دون رد على الإطلاق، حتما سيكون هناك رد وهذا الرد سيكون بالمستوى المطلوب والمناسب”.
كلام صفي الدين قابله تحميل اسرائيلي للحكومة اللبنانية الى جانب حزب الله، المسؤولية عما يحصل في الجنوب، اذ قال عضو حكومة الحرب بيني غانتس ان “المسؤولين عن اطلاق الصواريخ من لبنان ليسوا فقط حزب الله او العناصر الارهابية، بل ايضاً الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية التي تسمح بإطلاق الصواريخ من اراضيها”.
على وقع كل ما تقدم اسئلة عديدة تطرح اهمها هل سنكون أمام توسع للاعمال العسكرية الى حرب شاملة، وماذا عن التسوية؟
في السياق، يتحدث الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد امين حطيط عن قواعد ثلاث سارية المفعول حتى اللحظة، الاولى ان الحرب لا تزال مقيدة ولم تنتقل الى الحرب المفتوحة بلا ضوابط. ثانياً انه عند كل خرق اسرائيلي للضوابط والقيود الموضوعة يكون هناك رد استثنائي من حزب الله، وهذا ما يفسر كيف تم ضرب قاعدة ميرون ومعسكر صفد ومركز الشرطة في كريات شمونة، فلهذه الاهداف العسكرية بعدا استراتيجيا وكانت ضربة مؤلمة للعدو. القاعدة الثالثة انه عند الانتقال الى استهداف المدنيين يتم تطبيق قاعدة المدني بالمدني والمنزل بالمنزل والبناية بالبناية، والمقاومة سترد على استهداف المدنيين الذي حصل في الامس.
واضاف: التحول الى الحرب المفتوحة لا يبدو في الافق، فالامور لا تزال تحت والفريقان متمسكان الى حد بعيد بالضوابط والقيود الناظمة للحرب المقيدة.
حطيط اكد ان لبنان بشكل عام والمقاومة بشكل خاص لا يراهنان على القرارات الدولية لحماية الجنوب ولتأمين الحقوق. فلو كانت القرارت الدولية تحمينا لكنا بألف خير وما كنا بحاجة الى مقاومة. ولكن القرارات الدولية لم تحم الفلسطينيين، ولا حمت اللبنانيين ولا ردت الاراضي الى السوريين. ولم تحقق اي نتيجة. فبالتالي التمسك بها غير وارد.
حطيط اكد ان ما يبقى هو القوة. والقوة التي يمتلكها حزب الله رادعة وقد حمت لبنان منذ ٢٠٠٦ والى الان.
واردف: اثناء الحرب المقيدة اسرائيل تتصرف وهي مردوعة. فلو كانت غير مردوعة وحصل ما حصل بالامس واستهدف مقر قيادة المنطقة الشمالية على سبيل المثال، لكانت شنت حرباً على غرار ما قامت به في العام ٢٠٠٦ من اجل استرداد اسيرين. لكن اليوم الحال مختلف فهي مردوعة بقوة حزب الله، اضف الى ان الاعلام الاسرائيلي بدأ يتحدث عن ان حزب الله يملك بين ١٥٠ و٢٠٠ الف صاروخ ولديه قدرة تشغيلية لـ١٥٠٠ صاروخ يومياً، في حين ان مجمل الصواريخ التي اطلقتها المقاومة في حرب تموز خلال ٣٣ يوماً هو ٤٥٠٠ صاروخ.
وخلص حطيط الى ان “اسرائيل ستحسب حساباً لاي تصرف تقوم به وللرد الذي يمكن ان يكون.
اذاً، هي جبهة مشتعلة تمنع المقاومة نيرانها من الامتداد، وهي اذا ما توسعت ستشمل دولاً عدة في الاقليم ولن تبقى على نطاق ضيق. فهل من يردع الاسرائيلي؟