على وقع القصف المدفعي الصهيـ.ـوني المتقطّع، يجلس الحاج علي حجازي في باحة منزله في قرية عيترون الجنوبية. يروي حكاية إصراره على عدم مغادرة بلدته والنزوح، ويقول: “إنني من أهل الصمود منذ بداية الحرب، لا أريد النزوح، ولا الذهاب إلى أي مكان آخر”.
حجازي لا يزال صامدًا في قريته، ليهتم بعمله في مشاتله المزروعة ومعاونة أخيه على تربية الماشية، رغم القصف الإسرائيلي المتواصل على البلدات الجنوبية، ويؤكد لموقع “الـ.ـعـ.ـهد” الإخباري أن صوت الطائرات المسيّرة لا يُخيفه.
وعن كيفية تأمين احتياجاته اليومية، يلفت إلى أن القرية لم تخلُ من أساسيات الحياة، مضيفًا: “إن فُقدت بعض الحاجات سنجدها في القرى المجاورة خاصة في كونين”، مردفًا: “الفرق أننا نذهب لشراء حاجاتنا بحذر، إذ نستغل الأيام الماطرة وغياب الطيران المسيّر، للتحرك أكثر”، ثمّ يتنهد قائلًا: “الاتكال على الله”.
يقول حجازي إن “المزارعين في الجنوب متمسكون بأرضهم فهي مصدر رزقهم رغم الاعتداءات الإسرائيلية”. ويتابع: “في القرى الأبعد عن خط المواجهة تستمر الحياة شبه العادية ولكن يشوبها الكثير من الحذر والترقب”، مضيفًا: “الحرب غيّرت شكل الحياة في الأشهر الماضية في القرى الجنوبية الحدودية، ومن بقي لا يُغادر منزله إلا للضرورة القصوى، ولا سيما خلال ساعات الهبج (القصف)”.
يستطرد حجازي بالحديث عن موسم زراعة الدخان الذي أتى، فالطبيعة لا تنتظر انتهاء الحرب، ويقول: “من الممكن أن تتوسع الحرب أكثر، ونحن نتكلّف وندفع أسعار البذور والكيماويات وما يلزم من مواد أولية، مما دفعنا لتأجيل زراعة التبغ، بانتظار مجريات الأيام المقبلة”. ويلفت إلى أنه زرع القمح والشعير، قائلًا: “لدينا أرض زراعية نعمل على حرثها والعناية بها في منطقة تُسمى “النقعة” بين عيناتا وعيترون، حيث نرعى الماشية أيضًا، و”الحامي الله””.
يشهد الجنوب حركة تكافل اجتماعي بين أبنائه لافتة للنظر، “الناس فيهم البركة”، بحسب حجازي، الذي يشدّد لـ “الـ.ـعـ.ـهد” على أن هذه هي روحية التمسّك بالأرض التي لا يمكن تركها بتاتًا مهما كانت الصعوبات، وهنا تتجلى مشهدية الصمود، راجيًا الرحمة للشــ.ـهداء والصبر لعوائلهم، مناشدًا الله أن يحمي المـ..ـجاهــدين وأهالي الجنوب، وينــ.ـصرهم على أعدائهم.