“كل شي بوقتو حلو” قالها سعد الحريري من السراي الحكومي التي رفع والده الشهيد رفيق الحريري على باب مدخلها الواسع عبارة “لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك” وهي عبارة تنطبق على الحياة السياسية الراهنة في لبنان فما من شيء يدوم لا التحالفات السريعة والعشوائية المبنية على المصالح الخاصة ولا العداوات السياسية التي تجمع الأضاد من اجل خوض معاركها ولا حتى العمل بطريقة عدو عدوك صديقك يدوم ايضاً.
مهما يكن، فان عودة الحريري الى لبنان هذه السنة لا تشبه السنوات السابقة اذا لها نكهتها الخاصة في الشكل والتوقيت والمضمون.
اولاً، في الشكل تميزت النكهة بعودة وريث الحريرية السياسية بـ “نيو لوك” وكأنه يريد ان يقول لحلفائه واصدقائه ممن طعنه في ظهره انا ايضاً تغيرت ولن اسمح بطعني من جديد.
في الشكل ايضاً ترافقت الزيارة مع اطلاق تيار المستقبل لماكيناته الاعلامية والشعبية واللوجستية لحشد اكبر عدد من مناصري ومحبي التيار الازرق ظهر اليوم الاربعاء امام ضريح الرئيس الشهيد تحت عنوان “تعوا ننزل تيرجع”.
اما في المضمون فقد استهل الحريري نشاطه بزيارة الموقع السني الاول السراي الحكومي حيث كان اللقاء ودياً جداً اكد خلاله الرئيس نجيب ميقاتي “ان السراي بيته وهو من يستقبلنا وليس نحن من نستقبله”.
في المضمون ايضاً فتح الحريري بيت الوسط وشرع في عقد لقاءات واجتماعات تنظيمية وسياسية وديبلوماسية اذ استقبل رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه وعدد من الشخصيات السياسية بالاضافة الى بعض السفراء العاملين في لبنان كما تسلم دعوة لزيارة موسكو.
في التوقيت، هي زيارة لاحياء ذكرى والده الذي اغتيل منذ ١٩ سنة في ١٤ شباط ولكنها تأتي ايضاً في ساعة يقف فيها لبنان على مفترق طرق منتظراً تسوية قد تعيد له انتظام العمل السياسي وتؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية.
قد يبقى الحريري ويعلق تعليق عمله السياسي وربما يغادر لبنان بعد احياء الذكرى ولكن كل المؤاشرات تدل على انه اذا كان هناك من مغادرة فلن تكون بـ ” وان واي تيكيت” وان عودته قريبة وسيكون من ضمن المشهد السياسي في المرحلة المقبلة.